تشهد سماء المملكة صباح غد كسوفا جزئيا للشمس، في ظاهرة فلكية تعد الثانية في العام الجديد بعد خسوف القمر الذي رصد قبل أسبوعين، وفيما أوضح خبير في الفلك أن الكسوف سيكون جزئيا، حذر استشاري طب عيون من رؤية الكسوف بالعين مباشرة، مفيدا أنه أثناء ظاهرة كسوف الشمس ينبعث من قرص الشمس إشعاعات كونية تشكل خطورة شديدة وتأثير قوي على البقعة المركزية الحساسة بالشبكية. وقال ل«عكاظ» رئيس قسم علوم الفلك والفضاء في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسن باصرة، «إن أهم دلالات هذا الكسوف أن ظله على الأرض يغطي شريطا بعرض 300 كم، ويسير من وسط أفريقيا غربا إلى جنوب الهند، وأخيرا في الصين شرقا، نتيجة دوران الأرض حول محورها، وبحكم أن المملكة تقع شمال الشريط المحدد للكسوف فسنشاهد الكسوف جزئياً، ونسبة المنكسف من قرص الشمس متفاوت من منطقة إلى أخرى، وفترة الكسوف الجزئي في مدن المملكة متقاربة، ففي جدة تكون بدايته في حوالي الساعة 07:38:22 وتكون قمة الكسوف الساعة 08:54:11 أي حوالي الساعة والثلث وهي الفترة التي احتاجها القمر ليحاذي قرصه قرص الشمس ثم مثل هذه الفترة حتى ينجلي الكسوف تماما، ومن هذا نعرف أن القمر يحتاج إلى حوالي الساعة والثلث تقريبا ليجتاز قرص الشمس الذي يمثل حوالي نصف درجة، وباعتبار أن الفترة الزمنية من الانتهاء من الكسوف حتى الغروب حوالي سبع ساعات ونصف، لذا فإن القمر يكون قد ابتعد عن الشمس حوالي درجتين ونصف، وذلك ارتفاعه عن الأفق لحظة غروب الشمس، وهذا الارتفاع من القيم الحرجة في إمكانية رؤية الهلال في تلك الليلة، وكذلك عمره حوالي السبع ساعات والنصف المذكورة آنفا». حركة الأفلاك وحول كيفية تقييم حركة الأفلاك في السماء أجاب باصرة: «قدر المولى عز وجل للأجرام السماوية أن تجري في أفلاك محددة متقنه بما فيها من دلالات عظيمة على بديع قدرته سبحانه وتعالى، فكل من الأرض والشمس والقمر تدور حول محاورها في اتجاه واحد هو نفس اتجاه دوران الأرض حول الشمس، كذلك القمر حول الأرض، وهذه الحركة هي من الغرب إلى الشرق، ولأن الأرض تدور حول محورها من الغرب إلى الشرق، فإننا نرى الشمس تنتقل في حركة ظاهرية (هي وبقية الأجرام ليلا) على صفحة السماء من الشرق إلى الغرب، ويعتبر القمر من الأجرام التي تتضح فيها هذه الحركات، فالحركة الظاهرية من الشروق إلى الغروب وذلك بسبب دوران الأرض حول محورها، أما حركته الذاتية من الغرب إلى الشرق فتتضح من تأخر غروبه اليومي، فبعد أن يكون غروبه بعد الشمس بدقائق في أول ليلة من الشهر القمري فإنه يتأخر في الغروب يوميا في الليالي اللاحقة إلى أن يكون غروبه بدراً مع شروق الشمس، وتسمى حركة القمر نحو الشرق بالحركة التقهقرية، وهي حركته الحقيقية حول الأرض، ومثل هذه المعلومات التي لم تكن تخفى على علمائنا الأوائل». الحركة التقهقرية وعن أطوار حركة القمر التقهقرية، أضاف باصرة: «نتيجة لحركة القمر التقهقرية تظهر أطواره المختلفة من هلال وتحدب واكتمال بهيئة البدر إلى أن يعود كالعرجون القديم هلالا لآخر الشهر، ثم يقترن بالشمس وينفصل عنهما لتبدأ سمات بداية شهر قمري جديد، وقد يكون الاقتران مرئيا وذلك عندما يمر القمر أمام الشمس مسببا لها كسوفا كالذي نحن بصدده صباح غد، ويعتبر هذا الاقتران من إرهاصات نهاية شهر محرم الحرام لعام 1431ه». الرؤية بالعين في المقابل، حذر استشاري طب العيون الدكتور ياسر عطية المزروعي من رؤية الكسوف بالعين مباشرة، لافتا إلى أنه أثناء ظاهرة كسوف الشمس ينبعث من قرص الشمس بعض الإشعاعات الكونية التي تشكل خطورة شديدة وتأثيرا قويا على البقعة المركزية الحساسة بالشبكية (الماقولة) مما يؤثر تأثيرا شديدا في حدة الإبصار، وفيما بعد يتحول الحرق (الكي) بالماقولة إلى ندبة مما ينتج عنه تدن شديد في الرؤية إلى حد فقدان الإبصار التام. وأضاف المزروعي «إذا زادت فترة تعرض العينين المجردة لأشعة الشمس الضارة أثناء الكسوف، زادت درجة تلف الشبكية، وتاليا تزداد درجة تدني البصر، كما أن استخدام النظارات الشمسية أو غيرها من الفلاتر كاف لحماية العين أثناء التحديق، لهذا ينصح بتجنب مشاهدة ظاهرة كسوف الشمس بالعين المجردة خصوصا الأطفال الذين يتملكهم حب الاستطلاع ولا يدركون مدى الضرر الواقع على عيونهم». ونصح المزروعي برؤية الكسوف من خلال النظارات المتخصصة أو عبر استخدام التلسكوبات المتخصصة في الجامعات والجمعيات الفلكية.