أوضح مدير الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة الدكتور علي الحناكي أن الفتاة الهائمة في شوارع جدة، والتي تناولت قصتها وسائل الإعلام المقروءة والمرئية وتعرف باسم سعيدة، لا تعد قاصرة بل فتاة عشرينية تنتمي لأسرة من المنطقة الجنوبية تقطن مكةالمكرمة حاليا، وعدد أفراد أسرتها 11 فردا يعولهم أب متخاذل ومتعاط. وأوضح الحناكي أن الفتاة هربت من منزل أسرتها جراء العنف الممارس بحقها قبل سنوات، حيث أودعت دار الحماية الاجتماعية وتبينت إصابتها بتأخر ذهني بسيط تسبب في محاولتها الانتحار عدة مرات. وأضاف «لرغبتها في لفت الانتباه شربت محلولا يستخدم في غسيل الملابس الذي تم خلطه بالماء من قبل إدارة الدار لخفض تأثيره، وعاودت الكرة ووجدت أن الإقدام على الانتحار أمر بسيط ليست له عواقب فقامت بالقفز من النافذة وسقطت من الدور الأول على الأرض، ما سبب لها كسرا في الظهر والأرجل نقلت على إثره للمستشفى ومكثت فترة طويلة». وقال مدير الشؤون الاجتماعية في مكةالمكرمة إن ممرضة تعمل في المستشفى ساعدت في تزويجها، حيث حضر والدها الذي وافق على الشاب وتم عقد مراسم الزواج داخل المستشفى. وبحسب الحناكي، فإن إدارتهم سعت لمنع خروج الفتاة من المستشفى حتى يكتمل علاجها البدني والنفسي، بيد أنها أصرت على الخروج مع عريسها الذي هربت منه خلال تواجدهما في مطعم توجها إليه لتناول طعام العشاء، وسلمت نفسها للشرطة مدعية تعنيف الزوج لها وأودعت مستشفى الصحة النفسية. وأضاف «جاء الزوج يطالب بزوجته وتم التفاهم معه وقد أبدى استعداده للعودة إلى بيت الزوجية والتعهد بحسن معاملتها، وقدمت لها الشؤون الاجتماعية المساعدات سواء في دار الإيواء أو العلاج عند تطلب الحاجة». ودعا مدير الشؤون الاجتماعية في مكةالمكرمة أسرة الفتاة إلى تحمل مسؤولياتهم تجاهها، مشيرا إلى متابعة واهتمام شخصي من وزير الشؤون الاجتماعية لحالة الفتاة سعيدة.