الرياض المدينة (المسكيّة) في هذا المساء .. تحتفل على طريقتها وتتعطر .. تبث روائح المسك والعنبر ودهن العود فواح الشذى مسافرا إلى أطراف الكرة الأرضية وأبعادها المترامية إلى حيث يوجد إنسان في كل مكان! أصالة مدينة تلتقي بروحانية جائزة معاصرة لا تترك علما ولا عالما مميزا إلا وتقتفي أثره! كان في الشرق العربي أو في الغرب الأجنبي! كان هنديا .. أو أفريقيا، أو أمريكيا، أو إيرانيا ليس مهما من يكون .. الأهم عمله ماذا يكون وهي بذلك أم الجوائز .. لا تبتغي التقليد ولا تبحث عنه .. إنما تبتغي الإصلاح .. لحال الجوائز حتى يكون مستحقوها هم الهدف وليس غيرهم! مساء معطر بالجوائز القيمة التي لا تعطى ترضية ولا عن طريق الضغوط الدولية، ولا ترتبط بلون أو جنس أو عرق أو جنسية! في مضمونها تكريم للعقل البشري وفي ظاهرها اجتهاد لرفع الصورة المعتمة عن العالم الإسلامي والعربي واستبدالها بصورة مضيئة .. تغرس بدل الكره حبا.. وتستنبت بدل القطيعة وصلا .. وتأتي بالمكارم إلى أصحابها لا تبخسهم أشياءهم ولا تنتظر منهم جزاءً ولا شكورا! نحن السعوديين في هذا المساء اعتلينا قمة الحضور ولفتنا أنظار العالم وحركنا البحيرات الساكنة .. وقدمنا لأنفسنا تعريفا يقول هنا يكرم المرء العبقري ولا يهان فكانت جائزة الفيصل هي السبيل لإيجاد لحظة تاريخية فاصلة تضع حدا للتهم المزورة عن السعوديين وتقدمهم في ليلتهم بموقفهم الجديد من موقف السماء من الأرض! وموقف السماء من الكواكب! وعلماء الأرض كواكب اليوم في سمائنا ونحن في الرياض نعيش البهجة مرتين .. مرة لأن الجائزة سعودية الأصل والهوية ومرة لأن الحفل يكرم العبقرية والعباقرة على أرضنا التي كانت بكل فخر موطن الخيام والرمل والحصير! مزاوجة بين الأصالة والمعاصرة ولحظة قافزة من الماضي إلى الحاضر تجعلنا في غاية البهاء هذا المساء فشكرا آل فيصل! وشكرا لمن أنجب هؤلاء الرجال! وأكتب لكم الآن قبل إعلان أسماء الفائزين العلماء (العالميين) بالجائزة العالمية القديرة .. فنحن حتى هذه اللحظة لا نعرف الأسماء المستحقة للتتويج لكن نعرف أن في عالمنا العربي الإسلامي جائزة واحدة ترتقي به، وتعطيه شهادة حسن سيرة وسلوك، وتمسح عنه أحزانه وترفع عن كاهله أصابع الاتهام المطلة عليه بالتشكيك والتعنيف والتهوين والتهويش! جائزة الملك فيصل العالمية تداوي كل هذه الجروح النازفة وتقدمنا إلى العالم بقوة أهل للتميز وللتكريم وللإبداع. إنها جائزة زراعة اليقين بالأمل والعمل وجائزة الإيثار والإنقاذ.. وجائزة تغسل العار عن التاريخ المعاصر فليس أقل من أن نقول لها .. أهلا وشكرا!! للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة