لو أن هناك دعوة لإزالة كل اللافتات الداعية للذكر والاستغفار والصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم)، لو وجدت دعوة ورفعها الكثيرون وتنطلق حناجرهم في منابر المساجد داعية لإزالة كل تلك اليافتات المعلقة في كل شوارعنا وعلى الخطوط الطويلة وفي البقالات، فما الذي يمكن أن يقال عن مثل هذه الدعوة؟ بالنسبة لي، يمكن تحقير مثل هذه الدعوة واعتبارها دعوة حانقة حتى لو رفعت في كل المساجد ولا يمكن الارتهان لها مهما كانت مبررات أصحابها، وهذا ما وجدت نفسي عليه من مقولات الشيوخ الرافضين لحملة الاستغفار التي انطلقت من خلال رسائل الجوال، فحملة الاستغفار حملة (يشكر) أصحابها كونهم يؤسسون لفعل حسن، فجميعنا مغروس في هذه الحياة وحين يتم انتشالك من حياتك المادية عبر رسالة تذكرك بآية أو حديث، وبمجرد القراءة تجد نفسك تلهج بالاستغفار، فهذا أمر حميد قد يكون آخر فعل تفعله في هذه الحياة . والشيوخ الذين شاركوا في الاستطلاع الصحفي ورفضوا الحملة، هم ممن ينظرون بعين واحدة، ويقرأون النص قراءة نصية لا يعملون فيه فكرا ولا يعملون بعد النظر، ويضعون البدعة في خانة واحدة وهي خانة البدعة المنهي عنها، بينما هناك بدع حسنة يؤجر فاعلها ومن عمل بها إلى يوم الدين، ولايمكن أن يكون الاستغفار والحث عليه، بدعة مشينة يأثم فاعلها ومن فعلها مهما كانت رؤية هؤلاء. كونه فعلا يدل على الخير، وربما تصلك الرسالة ويكون استغفارك آخر قول تقوله قبل أن تقبض روحك، فهل مثل هذه الرسالة فعل منكر أم فعل حسن؟ أعتقد على المتحدثين سواء حاملين للقب شيخ أو غير حاملين له التنبه لما تموج به الحياة من متغيرات سريعة ومتداخلة، فإن لم ترسل رسالة تذكير بالاستغفار سوف ترسل رسالة (تنكيت)، والأفضل لي ولك أن تكون رسالة مثل قوله تعالى «وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون». وليتنا جميعا نبتدع أفعالا حسنة كبدعة حملة الاستغفار .. لكن مواجهة كل عمل أو فعل خير على أنه بدعة هو موقف مغلق تماما لا يمكن اتباع المتصدين له لأنه ببساطة دعوة من لا يملك عقلية قادرة على فرز ما هو خير وما هو شر .. وأي ممن وقف ضد هذه الحملة بحجة أنها بدعة، عليه أن يجرب ويدعو لإزالة كل اللوحات واليافتات المنتشرة والمغروسة في كل مكان والتي تدعونا للتلفظ بجملة التوحيد أو الاستغفار أو حمد الله عز وجل ..أو الصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم) .. أليست بدعة هذه اللوحات بدعة؟ هناك بدع حسنة أو أن هؤلاء الشيوخ لا يعترفون بالأفعال الحسنة من أنها بدع يثاب فاعلها. أؤمن أن هناك من يحمل السلم بالعرض وكأنه وجد في الحياة لإيقاف أي فعل فقط من أجل الإيقاف. لذلك أقول استغفروا الله كيف شئتم ومتى شئتم والتحقوا بهذه الحملة فهي خير من تقييد بعض أولئك الشيوخ الذين يحملون السلم بالعرض .. وتجدهم يقفون معارضين لأي فعل سواء كان خيرا أو شرا حتى التبس علينا أمرهم، ولم تعد مقولاتهم سوى مشاركة لرفع الصوت ليس إلا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة