كان واردا أن يتراجع الدكتور أحمد الغامدي عن آرائه في موضوع الاختلاط التي نشرتها «عكاظ» قبل فترة لأن غيره سبق أن تراجع بعد تعرضه لضغوط عنيفة أو ما هو أشد من الضغوط.. قد يعلن الشخص تراجعه عن رأيه طلبا للسلامة رغم استمرار قناعته بصحة ما تراجع عنه، ومع ما قد يتلمسه البعض من عذر وتبرير لشخص في وضع كهذا إلا أنه يظل موقفا متخاذلا ليس باستطاعته أن يقنع الناس.. لقد تعرض الدكتور الغامدي لهجمة عاتية من جهات مختلفة نالت الشخصي فيه أكثر من تفنيدها لآرائه بالحجج والأدلة والبراهين، فقط لأنه جهر برأيه الذي لا يتفق مع الرأي الذي فرضه وعممه غيره وصار كأنه قاعدة مقدسة لا يجوز تناولها برأي آخر.. أقول إن تراجع الدكتور أحمد كان محتملا لاعتبارات كثيرة، لكنه أثبت عكس ذلك في حديثه لموقع العربية نت يومي الأحد والاثنين الماضيين حين أكد قناعته وأضاف مزيدا من الحيثيات والأسباب التي أوصلته إلى رأيه وجعلته يتحمل تبعات إعلانه.. يقول الدكتور أحمد ردا على اتهامه بالانتهازية في توقيت إعلان رأيه أنه سبق له طرح هذا الرأي بطريقة التسريب عبر إحدى الصحف قبل عامين دون إعلان إسمه تحسبا لما سيحدث من لغط وتجنبا لردود الأفعال المسيئة «خصوصا حين تكون الحرية المتاحة كبيئة مهمة للحوار ضعيفة، إما لتحكم العادة والعرف في الناس أو لغير ذلك» كما قال.. ولم يقف الدكتور أحمد عند خط الدفاع عن رأيه فقط بل ذهب إلى تفنيد الأسباب التي جعلت مخالفيه ومهاجميه يتبنون الرأي المضاد ويحرصون على تكريسه وترسيخه. ومن هذا السياق يبدو أن احتمالات تراجعه كرضوخ للضغط وليس نتيجة مراجعة ذاتية أصبحت ضئيلة جدا أو غير واردة.. نحن لا نتحدث بانحياز مع طرف لأن رأيه وافقنا أو ضد طرف لأن رأيه لا يوافقنا، المسألة تتمثل في أسلوب الحوار والطرح والمجادلة في قضية تهم المجتمع وتترتب عليها أمور كثيرة. وحين طرح الدكتور أحمد الغامدي رأيه فإنه بلا شك كان يدرك ما سيحدثه، بيد أننا كمجتمع كنا نتمنى نقاشا علميا هادئا نستفيد منه ويجعلنا نصل إلى نتيجة مفيدة، لكننا للأسف الشديد لم نسمع آراء هادئة ترد على رأيه، وإنما تابعنا ما يحزن من غليظ القول والقذف والتجريح على حساب القضية الأساسية.. حتما سوف تخرج علينا مستقبلا بعض الآراء المخالفة لبعض الآراء السائدة التي أصبحت ضربا من المسلمات، وإذا كان نقاشها سيستمر بهذا الأسلوب فكيف يمكننا القول بأننا نؤسس لمجتمع الحوار البناء ؟؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة