قضية إغلاق المحال التجارية وقت الصلاة، يترتب عليه أضرار اجتماعية لدى البعض سواء بالنسبة للمسافرين أو المقيمين، وهي من القضايا التي تعكس مدى حاجة الثقافة إلى التجديد الذي بات ضرورة قصوى؛ فالزمن تغير والانفتاح الذي نعيشه أثبت لنا الكثير من الخطأ في قناعاتنا السابقة التي تحتاج إلى إعادة نظر في مجمل التركيبة المؤثرة على المجتمع سلبا. وهذا الأمر يمكن اعتباره من قبيل التناقضات الثقافية التي يعيشها المجتمع، فصيغة العبادة وطريقة الإيمان لا يمكن أن تفرض على الناس بالعصا كما يعتقد البعض، لأن الدين علاقة سامية بين الإنسان وخالقه، كما أن الدين أساسا هو حاجة عاطفية تضفي الطمأنينة على القلب، وإذا ارتبطت العبادات بالقسر والجبر فقدت روحانيتها، ولذلك نجد مثلا أن الإغلاق للصلاة يعطل مصالح الناس، لكنه لا يعني أنه يعطلهم عن أداء الصلاة كما يتوهم البعض، فالإغلاق حتى من قبل العمالة غير المسلمة يتم قبل الأذان، ومعاودة الافتتاح بعد الانتهاء من الصلاة بفترة، فإذا كان شخص ما مسافرا سوف يستغرق وقتا أكثر من المتوقع لو اضطر للتوقف عند محطة وقود مغلقة للصلاة، مع أنه يمكن أن يصلي في أي مكان!! والنصوص الدينية صريحة وواضحة في أن ترك «البيع» يكون يوم الجمعة كما ورد في القرآن الكريم، وأن الأرض جعلت «مسجدا وطهورا»، كما ورد في السنة، ولكن ما زال البعض يتشدد في الحكم، وكأن من ينتمي إلى دين آخر أو حتى من يصلي في بيته أو في محله التجاري، قد أتى بذنب عظيم!.