واصل مشاركون يمنيون وسعوديون في منتدى «عكاظ» حول (ظاهرة التمرد في شمال اليمن) الحديث عن خطر هذه الحركة في المنطقة مستقرئين في الجزء الثاني من هذا المنتدى دعم دول وجهات لهذا الفكر من خلال عدد من القرائن التي ثبتت على الأرض.. مؤكدين أن المتمردين هدفهم إثارة الفتن لخدمة مصالح إيران، مشيرين إلى أن المتمردين عندما فشلوا في تحقيق أهدافهم سلميا تحولوا إلى القوة. وأوضحوا أنهم يحيون احتفالات غير معروفة في اليمن تقليدا لإيران. وشددوا على ارتباط وثيق يجمع المتمردين بتنظيم القاعدة رغم اختلاف المذاهب بسبب تشابه الأهداف الساسية لكل الفريقين. وشددوا على أن «المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا تقف مع اليمن وقضايا اليمنيين وتبذل المعروف من الجهد في الدعم والمساندة». وأشادوا بما تبذله حكومة المملكة من استيعاب الآخرين ورأب الصدع وتسوية المنازعات وغير ذلك من المشاريع خدمة للإسلام والمسلمين ومراعاة لحقوق الجوار. وطالبوا بضرورة استمرار التنسيق والتعاون بين السعودية واليمن للقضاء على مخطط المتمردين في المنطقة، فإلى تفاصيل الجزء الثاني: • «عكاظ»: هل هناك قرائن تثبت دعما أجنبيا من بعض الدول للمتمردين؟ الدكتور الدغشي: «التوسع الذي حدث خلال الحروب الخمسة السابقة أكد على حقيقتين مهمتين أولها مسألة التدخل الأجنبي عموما والإيراني على وجه الخصوص. في الأمر مسألة حقيقية ومن أراد أن يجد الدليل المادي فليبحث عنه في العراق ولن يجده، وأعتقد أن التورط الإيراني في العراق واضح لن يجد إيرانيين يقودون البلاد بشكل مباشر لأن السياسة ليست هكذا ولكن ثمة قرائن أساسية ربما ترقى إلى مستوى الدليل على أن هناك تدخلا إيرانيا». وبين أن أول القرائن: «مسألة الشعار الإيراني تصدير الثورة والذي أثبته الإعلامي فهمي هويدي في كتابه (إيران من الداخل) عندما أجرى حوارا صحافيا مع قادة الثورة في وقت مبكر من قيامها عام 1984م ومنهم الرئيس الإيراني السابق هاشم رفسنجاني وسأله عن تصدير الثورة، فقال له إنها حقيقية رغم أنهم ليسوا حريصين عليها ولكن بعض الناس يأتون إليهم ويطلبون أن يصلوا إليهم». وأبلغ من ذلك ما ورد في كتاب علي الكوراني (عصر الظهور) الذي يؤكد فيه أن ظهور الإمام المهدي هي مسألة دينية لها نصوص وروايات، ويقول إنه في أكثر من مكان ولكن الرأي المرجح أنه في اليمن، وسيخرج رجل من صعدة اسمه الحسن أو الحسين وكنت أظن حقيقة أن هذا تنظيما مسبقا لظهور حسين الحوثي، ولكنه في أحد جوانبه يؤكد حرصه على تصدير الثورة بسند ديني. توظيف المناسبات وأضاف الدغشي: «القرينة الثانية هي استعارة الحوثية لبعض الاحتفالات التي لم تكن معروفة في اليمن على مر التاريخ على هذا النحو الحالي، ومنها الاحتفال بعيد الغدير، وسألت بعضا من عاش أيام الملكية مثل القاضي العمراني، وسألت عامة الناس هل كان لدينا احتفال بعيد الغدير في اليمن فقالوا نعم، فسألتهم كيف كان شكل الاحتفال فقال لي القاضي العمراني كان الناس يجتمعون في يوم الثامن عشر من ذي الحجة في بعض المناطق ويذكرون الإمام علي ببعض المدائح في فضائله دون أن ينالوا من أحد من الصحابة سواء كان أبا بكر أو عمر، وكان هذا عرفا موجودا بأن يوم الثامن عشر كما يسمونه يوم النشور لأنه نهاية أيام العيد». واستدرك الدغشي: «لكن شكل الاحتفال بيوم الغدير صار نسخة مكررة مما يحدث في بعض البلدان ذات الأغلبية الشيعية حتى في التقاليد والطقوس. هذه الاستعارة لا أظنها بريئة أو عادية حتى لو كان بعض القائمين على الحوثية لا يقصدون ذلك، وحتى الاحتفال بيوم عاشوراء لم يكن موجودا عندنا في السابق وإذا كان موجودا فقد كان في نطاق ضيق، ولكن الآن ثمة شعائر وشعارات وطقوس استعيرت من هنا وهناك، كذلك الاحتفال بيوم وفاة الإمام علي لم يكن موجودا عندنا». ورصد الدغشي: «في العام السابق وفي يوم ال 20 من رمضان على وجه التحديد ومن منبر الإمام الهادي في صعدة كان هناك نيل صريح ومباشر من الصحابة على المنبر وهذا كلام موثق ممن حضروه. حتى مناسبة المولد النبوي الشريف باتت توظف لهذا السبب، وقيل إن الاحتفال في العام السابق كان بصورة لم يشهد مثيلها في أزيز الرصاص والألعاب والخطب النارية وعدم مشروعية الحكم بدءا من أبي بكر وحتى الآن». تغيير المذهب وتابع : هذان الشاهدان يؤكدان أن هناك تأثرا بما يجري حولنا وإعجابا به، وما أريد أن أعلق عليه هو أنه حسب دراستي وما خلصت إليه أن هذا شيء ومسألة النقل المذهبي التفصيلي للاثني عشرية شيء آخر، حيث استمعت إلى شريط مطول لحسين الحوثي عنوانه الزيدية والأمامية، وبعد أن طالعت بعض النصوص في كتاب الكوراني (عصر الظهور) كنت أظن أن حسين الحوثي يجهز له للظهور، ولكن أدركت فيما بعد أن الأمر ليس كذلك والسياسة ليست كذلك دائما، فالسياسة لها حساباتها. فحسين الحوثي في شريطه الإمامة والزيدية يقول إن هناك محاولة لإحلال المذهب الشيعي الجعفري في اليمن ونحن ضد هذا الفكر. ويوسع مسألة الإمام الغائب المنتظر تسفيها واستهجانا واستخفافا، ويقول إنها فكرة خرافية بامتياز، ويأتي إلى مسألة المتعة فيقف ضدها بالمطلق ويقول: لماذا يتجعفر اليمنيون من الرجال دون النساء؟ ويرد على ذلك بأن اليمنيين لا يرضون لبناتهم وأخواتهم أن تلوث سمعتهن وأن يحدث فيهن مكروه. • «عكاظ»: ماذا عن ارتباط القاعدة بإيران والحوثيين، وهل لهم تأثير فيما يحدث الآن في شمال اليمن؟ الدكتور الدغشي: «الجميع يتحدث ونحن في اليمن كذلك في العراق عن علاقة وثيقة بين القاعدة والإيرانيين، وأنا في البداية استبعدت ذلك جدا، لكن تحليلي جانبه الصواب عندما سمعت باعتراف محمد عتيق العوفي بعدما سلم نفسه للسلطات اليمنية ثم السعودية، حيث اعترف بأن سبب تسليمه لنفسه هو إدراكه عن ثمة علاقة قوية بين الإيرانيين والقاعدة».. رغم أن القاعدة تنتمي إلى أقصى درجات التطرف السني، بينما تنتمي الحوثية إلى أقصى درجات التطرف، ما الرابط بينهما؟ السياسة لها حساباتها. وأضاف: «كوننا نؤكد على أن هناك تأثرا بالخميني أو حزب الله من الناحية السياسية أو من الناحية الفكرية العامة لا يعني استعارة فكرية للمذهب، ولكن يؤكد في الوقت ذاته على أن هناك جماعة موجودة داخل إطار الحوثية حتى ولو لم يشأ حسين الحوثي أن يكونوا موجودين». تحجيم الفكر الحوثي • «عكاظ»: كيف يمكن مقاومة هذا الفكر من التنامي والانتشار داخل اليمن وخارجه؟ الدكتور الدغشي: «مقاومة هذا الفكر من الناحية الفكرية يتطلب التنشئة الفكرية على الاعتدال والإنصاف حتى مع هؤلاء، لأن اللدد لا يولد إلا لددا، وأن يتم إصلاح الفكر الزيدي من التشوهات التي لحقت به من داخله، وأحسب حسب تحليلي أن محمد عزان من هؤلاء الذين يسعون إلى إصلاح المذهب الزيدي وهو ما أحسست به من خلال احتكاكي به ومن حواراته التلفزيونية الشهيرة، وبعد أن قرأت له من قبل أحداث الحوثي أنه يسعى لإصلاح المذهب الزيدي من الداخل». واستدرك الدغشي: «أما مناظرة السلفيين للحوثيين فهذه تزيد الفجوة ولا تصلح الأمر، لأن الخصم لا يعالج خصما ولا يكون أستاذا له. وحبذا لو كانت هناك رؤوس كبيرة من الزيدية لتتولى هذا، والأمر الثالث في اعتقادي التأكيد على فكرة الحوار». وفي الجانب السياسي قال الدغشي: «لابد من تغير سياسة بعض المتهمين بالولاء المزدوج، خصوصا أن هناك سياسيين لديهم ولاء مزدوج، وقد ظهر هذا في بعض الفضائيات واتضح أن لهم ولاء مزدوجا للحوثيين وللنظام وأنا مسؤول عن هذا الكلام». كذلك التأكيد على حق هؤلاء في ظل الثوابت الوطنية والدينية أن يكونوا حزبا سياسيا إذا وضعوا السلاح وعادوا لجادة الصواب، فهم جزء من هذه البلاد، وأقول إن حزبهم الأصلي هو حزب الحق لا يزال قائما وإن كان محظورا سياسيا إلا أنه قائم ويمارس نشاطه دائما وبإمكانهم أن يعودوا إليه. وعلى الجانب العسكري قال الدغشي: «اعتقد بضرورة إعادة النظر في الاستراتيجية العسكرية وصراع الأجنحة داخلها وأنا أعني ما أقوله وكذلك لا بد من تطوير التوجيه المعنوي، بحيث يستطيع ضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن وسائر القوات النظامية الأخرى بأن يؤمنوا بعقيدة القتال وأنه في سبيل الله وليس لأجل فلان وفلان وهذا يحتاج إلى جملة من الشروط. وكذلك تعزيز الأمن العسكري الجاد والدائم بين دول الجوار لأنه سيحمي الأطراف جميعا من أي محاولة تسلل». وختم الدغشي كلامه: «اتمنى ألا تكون عملية مؤقتة أو أن المصيبة جمعتنا، بل لا بد من وجود تنسيق عسكري لحماية الحدود والأمن في البلدين على نحو دائم، وألا يكون الأمر مجرد هبة مؤقتة وإذا انتهت الأزمة عاد كل منا إلى الانكفاء على نفسه». الجانب السياسي • «عكاظ»: هناك رأي آخر فدعونا نستمع للقاضي حمود الهتار يحدثنا عن الأطماع السياسية للحوثيين؟ القاضي الهتار: «الحوثية جماعة مسلحة فشلت في تحقيق أهدافها بالطرق السلمية فلجأت إلى استخدام القوة لتحقيق مشروعها، وهي تهدف إلى إثارة الفتن وليس أدل على ذلك من التسلل الحادث من أطراف الجماعة إلى أراضي المملكة، ولقد كشفوا القناع عن وجوههم وأظهروا حقيقة مخططهم. إن كانوا يدعون أن هناك اضطهادا للزيدية من السلطة في اليمن فلماذا انتقلوا إلى الأراضي السعودية؟ ماذا يريدون؟». وتابع الهتار: «إنهم يسيرون في إطار مخطط إقليمي يراد له أن يكون ولن يكون بإذن الله طالما بقي فينا عرق ينبض بالحياة سنظل مدافعين ومحافظين على أراضينا اليمنية والسعودية، والعلاقات اليمنية السعودية في أحسن أحوالها والتنسيق قائم على قدم وساق في شتى المجالات وهذا ليس بجديد فهو معروف للجميع». ربط الفكر • «عكاظ»: لماذا إذا الربط بين الفكر الزيدي والفكر الحوثي؟ الهتار: «الربط بين الزيدية والحوثية فيه ظلم للزيدية كالربط بين الإسلام والإرهاب، لأن ما يقوم به الحوثيون لا يمت إلى الإسلام بصلة ولا علاقة للزيدية ولا للشافعية ولا للمذهبية بالصراع القائم». وأضاف الهتار: «دعوة الحق الإلهي كانت سائدة في بعض البلدان قبل مجيء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبعد أن جاء الإسلام لم يعد هناك مجال لهذه الدعوة، وهذا الصراع كما ذكرت من قبل عانى منه شعبنا زمنا طويلا واتحد اليمنيون للقضاء على الاستعمار حتى تكللت تلك الجهود بالانتصار وتحقيق ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م، إلى أن قامت الثورة الإيرانية عام 1979م انطلقت أول مظاهرة مؤيدة للثورة الإيرانية في محافظة صعدة اليمنية». وأضاف: «في مطلع الثمانينيات تم الإعلان عن تشكيل حزب الله وحدثت بعض الأحداث في الثمانينيات، وكانت هناك عملية تفجير لسينما بلقيس في صنعاء ومحاولة لاغتيال السفير السعودي ووجدوا أنه لا مجال للاستمرار في تشكيل حزب الله فأعلنوا تشكيل اتحاد الشباب المؤمن». ورصد الهتار تناميهم سياسيا بقوله: «استمر الحال وتشكيلات الشباب المؤمن معروفة الهوية وليست جديدة، وأي تشكيل لشباب مؤمن هو امتداد لفكرة تصدير الثورة الإيرانية ولم تكن العملية كما يطرحها بعض الإخوان عام 1986م اتحاد الشباب اليمن، وفي عام 1987 عاد بدر الدين الحوثي إلى اليمن وأعاد تشكيل الشباب المؤمن وحزب الحق، ووقع الخلاف بين قياداته بسبب دعوى حصر الولاية في الباطنيين، وبعد صدور البيان من بعض علماء الزيدية بعدم اشتراط الولاية في الباطنيين خرج الحوثي ومن معه من حزب الحق واتجهوا اتجاها آخر إلى أن وصلت الأمور عام 1993م إلى الأزمة السياسية بين المؤتمر والحزب الاشتراكي». وتابع: «وقعت الحرب وانضم هذا الفريق إلى الانفصاليين إلى يوم سبعة يوليو عاد البعض إلى صنعاء بسهولة ويسر، وظهر في دار الرئاسة مواليا والبعض اتجه إلى غيران، وبعد ذلك توالت الأمور، وفي عام 96 انضم نحو أربعة آلاف من حزب الحق إلى المؤتمر الشعبي العام ثم أحدثوا بعد ذلك خلافا بين الحزبين المؤتمر والإصلاح». واستدرك الهتار: «لا علاقة لهؤلاء بالزيدية أو بالدين بشكل عام حينما يتحدثون عن ظلم الزيدية، فهم أول من اضطهد الزيدية وعبروا عن استيائهم منهم، وظهر ذلك في مواطن عديدة من حسين بدر الدين، فهذه الجماعة كما اسلفت فشلت في تحقيق أهدافها بالطرق السلمية فلجأت إلى القوة وهي تسير في إطار مشروع إقليمي، واعتقد أن تعاون الحكومتين والشعبين في اليمن والمملكة في مواجهة هذا الخطر سيحد من نشاطهم ويقضي على أعمال التمرد والعنف التي ينتهجونها أو يريدونها». علاقة القاعدة بالمتمردين • «عكاظ»: الدكتور أحمد هل نستطيع القول إن البيئة التي أوجدت طالبان هي نفس البيئة التي أتاحت للحوثيين الظهور على مسرح الأحداث ونفس الظروف التي أحاطت بحركة جهيمان، وهل هناك علاقة في الميدان بين القاعدة والحوثيين؟ الدغشي: ذكرتني بسؤالك هذا بمقولة لمحمد العزان وهو الصديق الحميم لحسين الحوثي سابقا عندما قال «أريدكم أن تكونوا مثل طالبان»، ولو قلت لي هل تستطيع أن تجد وصفا جامعا لحركة الحوثي لقلت لك إنها حركة أصولية تحمل العقلية المتطرفة المغالية التي تنبذ الآخر، وأقصد بها الذهنية الأصولية إن صح التعبير بالذهنية الحرفية التكفيرية وهي التي تجمع بين القاعدة وهؤلاء سواء كان في شكل جهيمان أو طالبان أو الحوثية أو الخوارج وسمهم ما شئت، فالعقلية واحدة، وعندما أقول إنهم ينتمون لجزء من مدرسة فهذا لا يعني التعميم بل يعني إقصاء الآخر ونبذ كل مخالف. والعلاقة بين الحوثيين والقاعدة ليست لدي معلومات مؤكدة، ولكن كما ذكرت فالعمل السياسي ملغوم ولكل صاحب فكرة إمكانية الدعم، والقاعدة في العراق مدعومة من إيران بوجود قرائن. وأبرز زعماء القاعدة موجودون في إيران تحت ذريعة الاحتجاز القسري. لماذا لم يسلموا إلى بلدانهم ولم تتخذ ضدهم إجراءات؟ هذا يعني أن إيران ليست بعيدة عن الأحداث، وإذا أخذت الأمر من المنظور المذهبين فهذا لا يمكن، ولكن للسياسيين حساباتهم وأجندتهم الخاصة، ومن هنا اتصور أن هناك علاقة بما يجري في العراق ولكن في اليمن لا استطيع أن أجزم. أما فيما يتعلق بالمذهبية طبعا هناك فرق بين كلام الباحث والسياسي. نحن كسياسيين لا نفضل تسمية هذه الحرب بالحرب المذهبية، وبالنسبة لإيران فلا يوجد لديها مشروع إسلامي، بل لديها مشروع قومي، وحين نربطها بالمذهبية فإننا بذلك ربما نساعد الآخرين في تحقيق ما يريدونه لأنهم يرفعون شعار الزيدية لاستمالة بعض البسطاء في الداخل واستعطاف بعض رموز الشيعة في الخارج، والزيدية ليست مضطهدة، ونحن في اليمن نحترم المذاهب الإسلامية، لكننا لسنا ملتزمين رسميا بأي من المذاهب، ولدينا تقنين أحكام الشريعة أخذت بأقوى الأدلة وأرجح الأقوال، بالتالي لا مجال لرفع راية الزيدية أو الشافعية. وفيما يتعلق بدعم المراكز فقد كانت البداية أن العمل ثقافي ونوع من تحقيق التوازن ولكن المشكلة أن التوازن اختل لأن هؤلاء لديهم أجندة خارجية لتنفيذها وتنبهت الدولة لهذا الأمر. أعداد الحوثيين • «عكاظ»: هل هناك فكرة عن عدد المقاتلين الحوثيين، لأننا سمعنا في الفترة الأخيرة نداء لفتح باب التطوع وهذا قد يزيد من عدد المقاتلين ويتطلب استراتيجية عسكرية مقابلة؟ الدغشي: «حقيقة فإن المقاتلين أعدادهم محدودة، ولكن هي حرب عصابات والعصابة لو كانت مكونة من عشرة أشخاص فهي قادرة على إشغالك، لأنك لا تواجه جيشا مسلحا يمكن أن تقضي عليه خلال ساعات أو أيام ولكن هذه عصابات تتسلل إلى القرى وتفعل بعض المشاكل». ولكن أقول إن قواتنا المسلحة سواء في المملكة أو اليمن قادرة على حسم المعركة بكل تأكيد، لكنها تحرص على صيانة الأرواح وعدم التوسع في إراقة الدماء. • «عكاظ»: عندما حدثت ظاهرة الإرهاب في المملكة سئل وزير الداخلية عن التعامل والحديث مع الإرهابيين، وقال سنتحدث معهم بلغة السيف والبندقية. بما أن الحوثية جماعة خارجة عن القانون وتنتهج أسلوب التغيير بالقوة أعتقد أن الاستراتيجية العسكرية هي الملاذ الأول؛ لأن لهم أهدافا سياسية حتى وإن كانت مغلفة بطابع ديني، فهذا لن ينته بمجرد التوعية والإرشاد التي قد تساعد على الحل بعض الشيء، ولكن لا بد من التركيز على الاستراتيجية الأمنية القادرة على احتواء أي تطورات؟ الدغشي: «فيما يتعلق بالحسم العسكري فأنا قد اتفق مع الدكتور خالد في أن الأمور بعد أن أخذت خمس جولات من الحوار لم تجد معهم، فلا بد من الحسم وردع المعتدين حتى لا يستمروا في تماديهم وخروجهم على القانون، وأعمالهم تشكل خروجا على القانون والشرع سواء في اليمن أو على حدود المملكة». المشاركون في المنتدى: • القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف رئيس لجنة الحوار في اليمن. • د. أحمد الدغشي أستاذ التربية الإسلامية وفلسفتها في جامعة صنعاء ومؤلف كتاب «الحوثيون». • السفير محمد القطيش القنصل العام في جدة. • الأستاذ أحمد الذهباني مدير عام المركز الإعلامي في القنصلية. • مهدي النهاري رئيس الجالية اليمنية في جدة. • الشيخ محمد حمد القاضي (قاض في اليمن). • مجموعة من أبناء الجالية اليمنية. كتاب ومحررو عكاظ : • عبد الله خياط • د. بدر كريم • د. صالح بن سبعان • د. صالح الكريم • د. أنمار مطاوع • عبد الله حسن عبدالباقي • د. خالد الهباس • د. فيصل العتيبي • نجيب يماني • أحمد عائل فقيهي • فهيم الحامد • سعيد آل منصور • نعيم تميم الحكيم