كشفت جولة نفذتها «عكاظ» على مواقع في أحياء شرق جدة المنكوبة بالسيول عن وجود كم كبير من السيارات المدفونة تحت التراب في مناطق نائية، والتي تبين أن قوة السيل دفعت بها إلى تلك المناطق البرية المهجورة. ورصدت الصحيفة في جولتها على أودية عشير وأم الذر والرميضة والحفنة والمحرق وجود سيارات لم تظهر منها سوى إطاراتها، فيما ظهرت المنازل المتناثرة هنا وهناك والتي غطتها المياه وكميات الطين الكبيرة، تشير رائحة العفونة في الموقع إلى احتمال وجود جثث لم يتم اكتشافها بعد. ودعت تلك الروائح فريق «عكاظ» إلى الاتصال على غرفة عمليات الدفاع المدني، وطلب منها إرسال فريق متخصص إلى الموقع، لتتحرك على الفور دورية مجهزة. وأوضح مدير الدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبد الله الجداوي أن فرق البحث المكونة من جهات عدة تنفذ منذ وقوع سيول الأربعاء الأسود جولات ميدانية بحثا عن مفقودين، مشيرا إلى أنه جرى تقسيم المناطق إلى مربعات أطلق عليها مناطق بحث. وتابع الجداوي أن فرق البحث تضم ضباطا وأفرادا يعملون على مسح المنطقة مستخدمين طرقا عدة وآليات، موضحا أن الدفاع المدني يستقبل كل يوم البلاغات الواردة والاستفسارات عبر المركز الإعلامي المخصص في أرض المطار القديم على الرقم (6571619 02). وشدد العميد الجداوي إلى أهمية التعاون بين رجال الأمن والمواطنين والمقيمين في سبيل العثور على آخر مفقود والذي يعتبر بالنسبة لنا مطلبا جماعيا. يشار إلى أن التقرير اليومي للمركز الإعلامي أشار إلى مواصلة رجال الدفاع المدني عملية البحث عن مفقودين بمشاركة 74 ضابطا و424 فردا ونحو 109 آليات ومعدات خصصتها مديرية الدفاع المدني لهذا الغرض. وذكر البيان الذي صدر أمس عن الدفاع المدني أن عدد الوفيات ما يزال عند العدد 122 متوفى، بالإضافة إلى 37 مفقودا. وأكد البيان استمرار سحب المياه من بحيرة الحرازات بواسطة آليات ومعدات الدفاع المدني، إذ أرسل 50 وايتا لإكمال شفط المياه من بحيرة الصرف الصحي. وأفاد أن وزارة المالية أمنت تأجير المعدات والآليات للمساهمة في عمليات البحث والإنقاذ وإزالة آثار الأمطار والسيول في أحياء وشوارع محافظة جدة، حيث دعمت الدفاع المدني ب 46 آلية وأمانة جدة ب 455 آلية. وأكد المركز الاعلامي استمرار مشاركة الحرس الوطني في القطاع الغربي بضابطين و50 فردا لمساندة الدفاع المدني في البحث وتمشيط المواقع المتضررة بحثا عن مفقودين. وخلص البيان إلى أن وزارة المالية صرفت أمس بدل الإعاشة والسكن للمرحلة الثانية ل 4577 أسرة، فيما استمرت لجنة التقدير والتي ترأسها وزارة الداخلية وعضوية وزارة المالية والمكونة من 20 عضوا في أداء مهماتها، وبلغ عدد العقارات التي قدرت أمس ب 257 عقارا، ليصبح إجمالي عدد العقارات التي قدرت بنحو 4564 عقارا.