وتساقطت الدموع سيلا على خد العروس؛ كان هذا المشهد الأخير من رواية كتب أوراقها التواطؤ والإهمال. اعذروني فأنا أكتب لكم وما زال فمي مليئا بطين سيل الأربعاء الباكي وعروقي تجري فيها مياه عكرة. من سرق فرحة العروس يا ترى؟ من أدمى مقلتيها؟ ومزق ثوب الفرح المشرع فيها أبدا. أنا غارق في أحزاني، كما غرقت صبيحة يوم تكشف فيه الفساد، والأقنعة الباهتة المهترئة التي اختبأت خلفها الضمائر المريضة والأنانية البشعة والانتهازية السافرة. كيف هنت وأنت العزيزة؟ بل كيف داهمك الضعف وأنت «أم الشدة»؟ استيقض الناس صبيحة ذلك اليوم المفجع على حقيقة مؤلمة وأخرى مفرحة مشرفة، الأولى كان يمثلها الظلم والفساد وخيانة الأمانة، والثانية يمثلها العدل والإنصاف وإحقاق الحق. لقد قدم خادم الحرمين الشريفين نموذجا سيظل يذكره التاريخ ولن تنسى جدة وأبناء الوطن غضبة الملك الحليم ووعده بأن أحدا لن يفلت من المساءلة والعقاب طالما أثبتت التحقيقات تورطه فيما ينافي ويتناقض مع الأمانة الموكلة إليه. أبشري يا جدة، فأنت صاحبة حق ولن يضيع حق وراءه مطالب اسمه عبدالله بن عبدالعزيز. عبدالله يحيى فتيحي