توقع عدد من المختصين استمرار الارتفاع الذي تشهده أسعار السكر في السوقين السعودية والعالمية حتى نهاية العام الجاري. وأشاروا إلى أن نسبة الارتفاع في أسعار السكر في المملكة وصلت إلى 50 في المائة، مقارنة بباقي دول العالم التي وصلت إلى 110 في المائة في العام المنصرم. وقالوا «إن تأثيرات هذا الارتفاع في أسعار السكر، بدأت في الظهور على أسعار المنتجات التي تعتمد على السكر». وعزوا الارتفاع في أسعار السكر إلى الفجوة التي حدثت في إنتاج البلدان المنتجة والمصدرة لقصب السكر، حيث تراجع الإنتاج في البرازيل والهند اللذين يعدان أكبر منتجين لهذه السلعة في العالم، حيث انخفض الإنتاج هناك من 25 مليون طن سنويا إلى 13 مليون طن فقط، وذلك بسبب استمرار سوء الأحوال الجوية في الهند (جفاف وفيضانات)، والتوقعات السيئة بالنسبة للمحصول الجديد لعام 2009/ 2010م، ما أدى إلى انخفاض إنتاج الهند من السكر بشكل حاد واضطرارها لاستيراد 7 ملايين طن، وكثرة هطول الأمطار في البرازيل التي أدت الى إعاقة عمليات حصاد قصب السكر ومن ثم شحنه إلى السوق العالمية. ورصدت «عكاظ» في جولة لها على عدد من مراكز البيع بالجملة والقطاعي في جدة أمس، ارتفاعات أسعار السكر، حيث اعتبر البائع في أحد المحال الكبرى للجملة سليمان عبدالرحيم، أن أسعار السكر ارتفعت بشكل كبير، حيث كان سعر كيس السكر وزن 50 كيلو جراما 90 ريالا، قبل ما يقارب العامين، بينما وصل السعر اليوم إلى 153 ريالا من المصنع، ويباع بزيادة ريالين أو ثلاثة ريالات في الكثير من المحال التجارية. وأشار عبدالرحيم إلى أن ارتفاع أسعار السكر أدى إلى زيادة في أسعار المشروبات الغازية (الببسي والكولا). أما محمد صبري البائع في محل آخر لبيع المواد الغذائية، فيرى أن ارتفاع سعر السكر في السوق العالمية، جعلهم يزيدون في الأسعار من أجل الحصول على أرباح ولو بسيطة، حيث وصل سعر سكر الأسرة زنة 10 كيلو جرامات إلى 34 ريالا، في الوقت الذي كان يباع قبل فترة بسيطة ب 26 ريالا فقط. واستغربت هند الحمد (ربة منزل) من الارتفاعات المتواصلة لأسعار السلع الاستهلاكية في المملكة، حيث كانت مشترياتها في السابق لا تتجاوز 2000 ريال في الشهر الواحد من جميع الأصناف من المواد الغذائية وغيرها من المستلزمات الضرورية، إلا أنها الآن أصبحت تدفع ضعف المبلغ لكي تشتري أشياء بسيطة وأساسية مثل السكر والأرز والمستلزمات الضرورية للمطبخ. وقال مناف جمجوم (مواطن) إن الارتفاع في أسعار السلع الاستهلاكية ليس مبررا، ويجب على الجهات المعنية، مثل الأمانة ووزارة التجارة التدخل بشكل يحمي حقوق المستهلكين، مطالبا هذه الجهات القيام بالدور المطلوب منها بالشكل الصحيح في هذا الجانب والحد من تلاعب التجار في الأسعار. من جانبه، طالب عضو لجنة الصناعات الغذائية في غرفة جدة سمير مراد بتفعيل دور جميع اللجان في الغرف التجارية التي تعنى بالمستهلكين. ويوجد في المملكة مصنع واحد لتكرير السكر تابع للشركة المتحدة، يسد إنتاجه 75 في المائة من حاجة السوق السعودية.