وفرت بعض المراكز الطبية في جدة في الأيام الماضية إطلالة على التجمعات المائية التي تحاصرها للمرضى والمراجعين الذين أصبحوا يقفزون فوق المياه المتشكلة على الشوارع للوصول إلى العيادات الداخلية للعلاج من آلامهم التي زادتها المياه الراكدة. وعلى الرغم من أهمية أن يكون المستوصف في موقع مميز من الناحية البيئية على الأقل، بيد أن بعض المستوصفات لازالت تحيطها مياه الأمطار التي هطلت على المحافظة أخيرا. فضلاً عن مياه الصرف الصحي التي تسربت من قنواتها المخصصة للخارج في منظر عشوائي يؤكد غياب العمليات الميدانية للبلديات الفرعية وأمانة المحافظة التي انشغلت في الأحياء المنكوبة وتجاهلت تضرر المناطق الأخرى. وخلال الأيام الماضية، نشب خلاف بين إدارة مستوصف الفيصل في حي الكندرة وإدارة مجمع تجاري بعد أن طفحت مياه الصرف الصحي التابعة للمجمع أمام المستوصف بكميات كبيرة أعاقت دخول المراجعين والعاملين إلى المستوصف مكونة بذلك بيئة خصبة لانتشار البعوض والذباب والروائح الكريهة، وأدت إلى نشر حالات من التذمر بين أوساط العاملين والمراجعين في المستوصف. وأكد مدير مستوصف الفيصل الدكتور أحمد محمود شهاب أنه أبلغ أمانة جدة حول بحيرة الصرف الصحي ببلاغ رقم: 40016، ولكنه لم يجد تجاوبا لشفط المياه ما دفعه لإبلاغ الشرطة التي أحالته بدورها للأمانة مرة أخرى. وأضاف أن مندوب الأمانة زار الموقع في وقت سابق وأفاد أن هذه المشكلة لا تخص المستوصف كون الطفح من المجمع التجاري، وهو غير موصول في شبكة مياه الصرف التي تسببت في الطفح. وأشار شهاب إلى أن طفح المجاري يزداد أوقات الصلاة بسبب استخدام العامة دورات المياه في المجمع التجاري ما يؤدي إلى زيادة المياه في الشارع حتى تصل إلى باب المستشفى الذي يجد المراجعين صعوبة في الوصول إليه. بدوره أكد مدير المجمع التجاري علي القحطاني أنه حاول الاتصال مرارا وتكرارا على عمليات الأمانة ولكن دون جدوى نظراً لانشغال الخط باستمرار، مشيرا إلى أن الطفح يأتي عبر فتحة الصرف الصحي الواقعة على رصيف المبنى التجاري حيث تعتبر هذه الفتحة متصلة بشبكة مياه الصرف الصحي. وأكد القحطاني أن المجمع متصل بشبكة التصريف الصحي بشكل مباشر وأن هذه المياه الطافحة هي من كامل الحي، نافيا أية محاولات لإحضار مركبات الصرف الصحي لشفط المياه كون هذه المسألة لا تخصه وحده بل تشمل الحي كاملا. وحاولت «عكاظ» الاتصال بمدير الشؤون الإعلامية في أمانة جدة أحمد الغامدي للرد على موضوع الخلاف، إلا أن المحاولات لم تجد ردا.