زرع الخوف في النفوس واستنبات القلق وبذر الهواجس والشكوك والظنون، أسلوب عايشناه في الفترة الأخيرة نظرا للسائد عند بعض الذين يظنون أنفسهم وحدهم المصلحين وغيرهم المفسدين!! فصاروا يتربصون بكل شاردة وواردة، يفسرون ما يريدون كما يريدون، وينقبون في النوايا وكأنهم.. يعلمون الغيب ويكشفون الأسرار، لذا يطلقون على غيرهم الأوصاف والمسميات والألقاب ويقسمون الناس إلى فئات وأحزاب! وعلى ضوء ذلك صرنا إذا أردنا نقول كلمة نخاف التهمة تتلبسنا، ونخاف المتربصين أن يفتكوا بنوايانا فينقضوا علينا شاتمين ومتوعدين! باعتبارنا (ليبراليين) نسعى لنزع الفضيلة من المجتمع ونحب التغريب والتقليد كرها في الدين وأهله والعياذ بالله. وهؤلاء (الشتامين) لا يزالون يتنفسون في وجودنا ولا يزالون يلقون بظلالهم على كتاباتنا وتصرفاتنا وحياتنا ولا يزالون معنا يدعون البراءة ويمارسون الغي والضلالة في توجيه النقد الهدام للمجتمع، ويقولون عنه: نقد بناء وهو في حقيقته لا ينطوي إلا على الإقصاء والإلغاء والتشويه والإبعاد! ويؤدي إلى عزل نصف المجتمع عن نصفه الآخر!! وهدم الجسور بين الآراء التي لا تنشد إفسادا ولكنها تجتهد كما هم يجتهدون في رسم خارطة الطريق إلى الإصلاح والإعمار!! مثلا.. مر من شهر المحرم الذي هو بدء العام الهجري الجديد النصف، وبدأت السنة الميلادية الجديدة لكن يندر أن تقرأ كتابات منشورة في وسائل الإعلام تعلق وتتحدث عن أماني هذا العام الجديد والتطلعات إليه بنظرات التفاؤل والأمل.. يندر أن تجد من يقول كل عام وأنتم بخير أو من يقدم التهنئة لمزيد من الخير والحب والأمل والبناء والعطاء! كلنا نسير في اتجاه واحد استهلاك النقد الاجتماعي.. وتوجيه اللوم والتقريع للقصور والتراخي والتركيز على مواطن الضعف والسكوت عن مواطن القوة في مجتمع ليس الفساد ضلعا من أضلاعه حتى لو ظهر تحت الساس وفي القاع ومن وراء الجدران! لسنا مجتمعا فاسدا، وأخطاؤنا من صنعنا وعلاجها عندنا لكننا مأسورون للكلمة الفظة ونراها شجاعة ومتكالبون على العود عندما ينكسر وكأنه غنيمة! ونتكلم عن الخراب بعد حدوثه وكأننا نحن المنقذون! لم نعد نتحدث عن أمانينا الحلوة عن تطلعاتنا المرجوة عن أشيائنا الجميلة، ولو كانت صغيرة عن الحلم القادم في العام القادم عن مناسبة اقتحام العام الجديد بعزم جديد وقوة خيرية تبشر عن نفسها في الصحف! لماذا؟ لأن المتربصين الذين يظنون أنهم المصلحون وغيرهم المفسدون أحالوا حياتنا إلى أوتار مشدودة إلى خوف دائم وقلق متحفز، نخاف لو أطلقنا زغرودة الفرح بعام جديد أن يطلقوا علينا رصاصا يصيب عقيدتنا ونوايانا وضمائرنا فيقولوا عنا: مفسدون... ومتغربون... ومتأمركون!! وفي الختام أسعد الله أيامكم القادمة بوطن كبير.. للجميع! للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة