يوم الخميس الماضي وفي هذه الزاوية نشرت مقالا بعنوان «عانس مع مرتبة الشرف»، وكان المقال يتحدث عن شعور امرأة ترى أنها تستحق حياة أخرى غير هذه، فحياتها كما تصورها هي، أنها وبسبب العادات والتقاليد، تم تحويلها من كائن حي كان من المفترض أن يكون مستقلا إلى سلعة تأتي امرأة أخرى لتتفحصها، أو لتقلبها كأية سلعة يراد شراؤها، قبل أن تأتي الموافقة النهائية من الرجل الذي سيرتبط بها، وأن إحباطها زاد مع تجربة صديقتها في العمل وسلطة زوجها عليها وكانت صديقتها ستفصل من العمل لو لم تتنازل للزوج عن نصف راتبها، واختتم المقال بسبب ثالث والقائم على أن هناك فئة حاولت تكثيف فكرة أن الرجال ما هم إلا ذئاب بشرية على المرأة أن تتجنبهم طوال حياتها، لهذا لم يعد لديها خيار إلا أن تكون سلعة وهذا ما رفضته وقررت بمحض إرادتها أن تكون عانسا. منذ أن نشر المقال وما زال إيميلي ورسائل ال SMS تستقبل الطلبات من أشخاص يريدون أن يتكرموا ويتعطفوا على العانس، ولديهم المقدرة على التضحية والزواج بها، أحدهم أرسل يقول: «أرغب في الزواج من العانس»، وثان أكد أنه يريد أن يرتبط بتلك العانس التي كتبت عنها، فيما آخر قال: «أرغب في الزواج من العانس.. جاد ومقتدر ومتزوج». وهكذا كانت أغلب الرسائل من الرجال الطيبين والمشفقين على تلك المرأة، التي كانت تظن أنها قوية وهي تعبر عن ذاتها ورفضها لأن تكون سلعة وأن تخضع لقانون أن يتحكم الرجل في عملها وراتبها وكأنها أملاكه الخاصة. الحق يقال لم أفهم كيف يمكن لك أن ترتبط بامرأة وتتزوجها من باب الشفقة، أو تؤسس أسرة سعيدة مكونة من «أم وأب وأولاد» من باب الشفقة؟ فأنت يمكن لك أن تشفق على فقير أو متسول في الطريق، وتمد له يد العون ماديا وتمضي، لكنك لا تستطيع إنشاء أسرة من نفس مشاعر الشفقة تلك، ولا يمكن لك أن ترتبط بامرأة من باب الشفقة، لأنك وبهذه الطريقة ستراها دائما كائنا لا يستحق إلا ما تتصدق به عليها من مشاعر ومال، وليس لها حقوق تطالب بها. بعبارة أوضح: إن الإنسان حين يشفق على متسول، ويمد يده لجيبه ويخرج عشرة ريالات ليقدمها له، إن رفض ذاك المتسول المبلغ، من الطبيعي أن يقال له: «يا أخي احمد ربك، طرار وتتشرط بعد»، أي لا يحق لك أن تحدد ما تأخذه، وبنفس الطريقة سيتم التعامل مع تلك المرأة، وأي شيء يقدمه لها عليها أن تحمد ربها «ولا ترفس النعمة التي رزقها الله» والمتمثلة في ذاك الرجل الطيب والمشفق، الذي يريد أن يستر عليها. بقي أن أقول لكل الرجال الطيبين الذين أرسلوا لي معربين عن شهامتهم وتضحيتهم وتكرمهم وتعاطفهم مع تلك المرأة: إنني أرسلت لها كل الطلبات التي وصلتني على إيميلها، وجاءني الرد صريحا وواضحا ولا يحتمل التأويل. فقد كتبت تقول: «أصوم أصوم وأفطر على بصلة». وللأمانة التاريخية، لم تحدد شخصا بعينه أنه البصلة. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة