في المقالة ما قبل السابقة تحدثت عن مدى التزام شركات التأمين بإصلاح أو تعويض من تضررت مركباتهم جراء أمطار وسيول جدة الماضية، وفي المقالة الأخيرة تحدثت عن مدى التزام الشركات المصنعة للسيارات والمتمثلة في وكلائها لدى المملكة بشأن نفس الموضوع، ووضحت أنها غير ملزمة بإصلاح السيارات المتضررة من أمطار وسيول جدة التي لم ينته ضمانها، لأن الضمان يشمل العطل الميكانيكي للسيارة أو أجهزتها ولا علاقة له بالحوادث. فكان هناك عتب علي بأنني أجامل الشركات المصنعة، وإن كان عتبا من محبة وأتقبله بكل رحابة صدر، إلا أن هنالك لبسا في الموضوع وددت أن أوضحه وهو أنه لابد وأن نفرق بين التأمين والضمان، فالضمان هو الالتزام الذي تقدمه الشركة المصنعة للسيارة (ممثلة في وكيلها داخل المملكة) لإصلاح أي خلل يتعلق بتصنيع السيارة وخلال مدة محددة ولا علاقة له على الإطلاق بالحوادث المرورية وخلافها، لأن ذلك ضمن اختصاص شركات التأمين، فهي المختصة بحوادث السيارة، لذا فالمسألة ليست مجاملة على الإطلاق لشركة على حساب مواطن أو مقيم ولكن مسألة حقوق بموجب عقود. لذا يجب أن نعلم أولا ما هو حقنا، وثانيا من نطالب، وثالثا كيف نطالب. وفي ما يتعلق بالأضرار التي لحقت بالسيارات نتيجة لأمطار وسيول جدة مؤخرا، فالحق يكون في التعويض عن قيمة السيارة إن تلفت كليا أو قيمة إصلاحها، وثانيا المطالبة تكون على شركات التأمين، وثالثا الشكوى تقدم للجهة المختصة. والفيصل يكون لعقد التأمين أو وثيقة التأمين والشروط بين المتعاقدين (الشركة صاحب السيارة) وتفسيراتها . والسؤال الأهم هل الأمطار تعتبر كوارث طبيعية فتنجو شركات التأمين من تعويض أصحاب السيارات أم لا فتكون ملزمة بالتعويض؟ * المحامي والمستشار القانوني [email protected]