نأسف ونتأثر حين نشاهد قدوة لنا من بعض حاملي رسالة التعليم، حاملين رسالة عظيمة يود كل إنسان أن يكون حامل هذه الرسالة، يحطون ويحبطون أطفالا ليس لهم أي ذنب، أطفال لا يحملون كرها ولا سوء، أطفال تملأ قلوبهم البراءة والحب.. نتأثر ونتألم حين نشاهد أطفالا يكروهون المدارس.. يكرهون كل كتاب وقلم وكل ما يتعلق بالتعليم. نشاهد وبكل حسرة في زمننا الحاضر أطفالا في الصفوف الأولى يتغيبون ويهربون من المدارس أمام عيون جميع المعلمين لماذا؟ هل قسوة بعض المعلمين؟ أم تجاهل أولياء الأمور؟ لدينا معلمون تخرج على أيديهم الأطباء والمهندسون ورجال يحملون رسالة الدين ينشرونها في جميع أنحاء العالم وهذا بفضل الله ثم بفضل هؤلاء المعلمين ولكن عباراتنا هذه يتحملها البعض منهم بل جزء كبير من الذين لا يتحملون المسؤولية.. الذين يتجاهلون التعامل مع هؤلاء الأطفال، ويستكثرون عليهم العطف والرحمة ويحرمونهم من القدوة الصالحة التي يفترض أن المعلم يمثلها بالنسبة لهم وهم في هذا السن وهذه المرحلة من حياتهم. كتبت هذا بعد أن رأيت في إحدى مدارسنا مشاهد لأطفال صغار يهربون من أمام معلميهم خوفا وهلعا، ويمتنعون من الذهاب إلى مدارسهم تحسبا من معاملة بعض المعلمين وخوفا من العقاب الذي أصبح يمثل هاجسا لهم، وبدأ يؤثر ليس على مسيرتهم التعليمية فحسب بل على نفسياتهم ومستقبلهم كأعضاء في هذا المجتمع. مازن الجدعاني جدة