أكد ل «عكاظ» أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء والمتخصص بالاقتصاد الإسلامي الدكتور يوسف عبدالله الشّبيلي أن ربح الاحتكار ربح محرم وكسب خبيث، ولابد للتاجر أن يتخلص منه؛ حتى لا تذهب بركة ماله وفق رأي جمهور أهل العلم، ويأتي هذا التصريح على خلفية تكتل بعض الشركات والمؤسسات باحتكار سلع معينة ورفع أسعارها بشكل كبير . مطالبا العلماء ببيان ضرورة البعد عن الاحتكار وظلم الناس برفع الأسعار بشكل جنوني، وبيان حرمة الربح عن طريق احتكار السلع. وأضاف قائلا : «لابد للعلماء والدعاة أن يكون لهم دور قوي وبارز جدا في موضوع غلاء الأسعار؛ لأن عامة الناس تضرروا، خصوصا ذوي الدخل المحدود. ويتحدد دورهم في توعية ومناصحة التجار بحرمة الاحتكار، وأنه من الظلم؛ قال صلى الله عليه وسلم (لا يحتكر إلا خاطئ)، لذلك وجب أن ننصحهم بالبعد عن رفع الأسعار والجشع والمغالاة على الناس، كما أن على العلماء إرشادهم إلى الطريق الأمثل للربح الطيب، وهذا يكون بالرضا بالربح القليل». وبين الشبيلي أن بعض التجار لا يؤدي الزكاة؛ خصوصا في الأراضي المعدة للبيع، يحتكر السلع مشيرا إلى أن احتكار الأراضي يؤدي إلى رفع أسعارها، ولو بين العلماء والدعاة أن على هذه السلع والأراضي المعدة للبيع زكاة مال لما احتكروها وارتفعت أسعارها. واستدرك الشبيلي قائلا : «وعلى الجانب الآخر يجب على العلماء أن يؤدوا دورهم في توعية المستهلكين بالترشيد في الاستهلاك، وعدم الإسراف والتبذير، والذهاب للسلع البديلة ذات الأسعار الأقل». وشدد الشبيلي على دور الاقتصاديين بتوعية الناس بعدم التوسع في الاستقراض لأجل الاستهلاك، وأن يستهلك الشّخص بقدر ماله حتى لا يقع في ورطة الديون، والتي يعاني منها السواد الأعظم من المجتمع السعودي، وقد انعكست على واقع معيشته . ولفت الشبيلي إلى أن الجهود من قبل الدعاة والاقتصاديين تظل ولا تغطي الجميع. ودعا منابر الإعلام بكافة وسائله إلى المساهمة في التوعية حتى نستطيع التغلب على مشكلة غلاء الأسعار التي عصفت بالمجتمع.. وختم الدكتور يوسف موجها نصيحته للتجار بقوله: أذكر التجار بأن أفضل الكسب ما كان قليلا مباركا وعن طيب نفس، فقد قال صلى الله عليه وسلم (البيعان بالخيار فإن بينا وصدقا بارك الله لهما في بيعهما)، فالتجار يجب أن يبحثوا عن البركة في الربح لا الكثرة فيه، وهو الذي ليس فيه احتكار ولا شجع ولا مغالاة، وأن يراعوا أحوال إخوانهم المسلمين، وهذا ما يجب أن يكون عليه تجارنا.