كشف ل «عكاظ» محافظ أبين أحمد الميسري عن مقتل سعوديين اثنين من المدرجين في قائمة المطلوبين ال 85 المعلنة من وزارة الداخلية، في الضربة الاستباقية الأولى التي شنتها قوى الأمن واستهدفت مخابئ ومعسكرا لتدريب الإرهابيين من عناصر تنظيم القاعدة في أبين الخميس الماضي. وأوضح المحافظ الميسري ل «عكاظ» هاتفيا من مديرية زنجبار صباح أمس، أن مطلوبين اثنين آخرين في قائمة ال 85 (أحدهما إصابته بليغة) تمكنا من الفرار إلى جانب آخرين من مستشفى مديرية لودر بعد وقت قصير من نقلهما إليه، جراء إصابتهما في الحملة الأمنية التي استهدفت مواقع للقاعدة في أبين. عملات نقدية وبحسب الميسري، عثرت الأجهزة الأمنية اليمنية بحوزة القتيلين على عملات نقدية سعودية وإماراتية، إلى جانب مفكرة تتضمن تأمين احتياجات التنظيم الضال من سكاكين وأشرطة لاصقة وبطاريات لاستخدامها في تصنيع محلي لمواد يراد استخدامها في عمليات إجرامية، إضافة إلى أجهزة لشبكة اتصالات داخلية خاصة بالتنظيم الإرهابي كان قد جرى تحريزها لدى أجهزة البحث الجنائي في أبين. وسألت «عكاظ» الميسري عن كيفية فرار المطلوبين وكيفية معرفة أنهما من المدرجين على لائحة المطلوبين للأمن السعودي، فأرجعه إلى غياب التنسيق مع الأجهزة الأمنية المحلية لاستيعاب ما بعد الضربة الأمنية، في حين أسعف مواطنون المصابين ونقلوهم إلى مستشفى لودر بسياراتهم الخاصة، مؤكدا أن عناصر من القاعدة التي نجت من الهجوم طوقت المستشفى وهربت رفاقها المصابين، ومن بينهم المطلوبان السعوديان في القائمة الأمنية. واستدرك القول إن الأجهزة الأمنية كانت لديها معلومات توافرت قبل الحملة عن وجود عناصر سعودية خطرة وقد تكون قيادية في التنظيم الإرهابي، مشيرا إلى أنه لا يوجد أدنى شك في أن اقتحام مسلحي القاعدة مستشفى لودر وتهريب المصابين السعوديين مع آخرين من عناصر التنظيم بالقوة دليل دامغ على أنهما أي المطلوبين السعوديين يعتبران عنصرين أساسيين في التنظيم بل قياديين، ولهذا جاءت عملية تهريبهما ضمن آخرين «فضلا عن أن المعلومات المتوافرة لدينا تؤكد أنهما قياديان بارزان». تهريب المصابين ويلفت محافظ أبين إلى أن مجموعة تضم سعوديين وإماراتيا وباكستانيا، كانوا في محيط الموقع المستهدف ولم يصابوا بأذى، تولوا نقل المصابين إلى المستشفى وهربوا من تبقى من المصابين من الموقع المستهدف إلى أماكن أخرى، مفيدا أن عدد السعوديين ووفقا للمعلومات التي توافرت قبل بدء الهجوم الأمني في محافظة أبين ملفت للنظر من خلال حركتهم وتنقلاتهم داخل المحافظة وأسواقها وأنهم قد يتجاوزون العشرة، إلى جانب أعداد من جنسيات أخرى عربية. وبين الميسري أن أجهزة الأمن تواصل عمليات تمشيط وملاحقة لتعقب الفارين من الإرهابيين، وهي تعتمد على وسائل الملاحقة الفردية كأسلوب ناجع للوصول إليهم، خصوصا أن المنطقة المستهدفة في البحث عن فارين مفتوحة لا يمكن لأحد أن يوجد فيها إلا من تقطعت به السبل في التحرك والتنقل، على اعتبارها منطقة بعيدة ونائية. ضحايا مدنيين ويؤكد الميسري أن القيادي البارز في تنظيم القاعدة أبو صالح الكازمي تسبب في مقتل أسرته بكاملها من خلال استغلال قريته (مودية) لإنشاء معسكرات لتدريب الإرهابيين وهاجمتها قوى الأمن، معبرا عن أسفه لسقوط ضحايا مدنيين من بينهم طفلة الكازمي ذات الأحد عشر عاما التي أصيبت خلال العملية وتحظى برعاية الدولة اليمنية. ويخلص المحافظ في نهاية حديثه بالإشارة إلى أن مخططات عناصر القاعدة في أبين التي سبق أن نفذتها تشمل محاولة القاعدة الفاشلة اغتيال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز في أغسطس الماضي، وكذلك محاولة اقتحام السفارة الأمريكية في صنعاء، واستهداف مقار ونقاط تفتيش أمنية وأخرى عسكرية.