علاء الأسواني روائي ناجح وكاتب صحافي جريء، ولكنني لم أهضم إصراره على أن (السعوديين الوهابيين) كما يسميهم هم من أفسد حياة المصريين وعطل نهضة مصر!، فهو يبالغ كثيرا في طرح هذه الفكرة غير المعقولة التي عبر عنها بصورة أقل حدة في رواية (شيكاغو) ثم صدح بها في مقالاته التي يعنونها عادة بأدوات الاستفهام: (ماذا، لماذا، هل). لو كانت الإجابة على الأسئلة الكبيرة تتحقق بهذه البساطة لفعلنا مثلما يفعل ونظرنا إلى الأمر نظرة أحادية الجانب، وقلنا بأنه لم يفسد حياة السعوديين شيء مثلما فعلت حركة الإخوان المسلمين التي تسللت إلينا من مصر، فنحن قوم مهما بلغ ببعضنا التشدد لم نكن نعرف التنظيمات أوالخلايا السرية أو البراغماتية الدينية قبل أن تدخل ديارنا طلائع الإخوان المسلمين، الذين نجحوا في تفخيخ العقول وغلبوا التكتيك السياسي على الالتزام المبدئي في مشروعهم الديني!. وبما أن الأسواني استنجد ذات مرة بالتاريخ واستعاد أحلام عصر محمد علي، نقول له إنه حتى البدو في صحاري الحجاز ونجد خلال ذلك العصر المشؤوم بالنسبة لنا لم يحملوا المصريين خطيئة المجازر الشنيعة التي ارتكبتها الحملات المصرية في ديارنا وما نتج عنها من انتشار سلوكيات غريبة على ثقافتنا مثل الرشوة وسرعة تغيير الولاءات، لأنهم كانوا يدركون بوعيهم الفطري أن المصريين في ذلك العصر مغلوبون على أمرهم مثلهم، ولهذا بقي اسم الغزاة في الثقافة الشعبية: (الأتراك)!، ولعل الأسواني يعود إلى موقف مؤرخ مصر الكبير الجبرتي الذي لم يأبه ببطش محمد علي حين عبر عن تعاطفه الصريح مع قادة المقاومة من (الوهابيين) كي يستلهم الموقف الصحيح الذي يجب أن يتخذه المثقف المصري تجاه إخوته العرب!. لقد غابت عن بال الروائي اللامع حقيقة مهمة، وهي أننا وأحبابنا في مصر مثل أسرتين متجاورتين منذ قديم الأزل، تتبادلان كل شيء بدءا من أواني الطبخ وانتهاء بالمصاهرة، نحن نتأثر بهم وهم يتأثرون بنا، وليس من العدل أن نتحمل وحدنا ذنب انقطاع الكهرباء عن عمارة يعقوبيان!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة