تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله في روضة خريم أمس جائزة الملك خالد للإنجاز الوطني في دورتها الأولى. وسلم الجائزة لخادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك خالد الخيرية رئيس هيئة جائزة الملك خالد خلال لقاء الملك له ولأعضاء هيئة الجائزة وأمينها العام في روضة خريم أمس. و أبلغ «عكاظ» صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير نائب رئيس مجلس أمانة مؤسسة الملك خالد الخيرية رئيس هيئة الجائزة أن استحقاق خادم الحرمين الشريفين للجائزة الأرفع في الخدمة الاجتماعية وتحديدا في مجال التعليم العالي يعد تحديا لمجلس الجائزة في السنوات المقبلة. واعتبر أن فوز الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالجائزة استحقاق طبيعي نظرا لما قدمه خادم الحرمين الشريفين من دعم كبير للتعليم العالي وهو كان نتيجة متوقعة لجهوده الكبيرة في مجال التعليم العالي، تلك الجهود التي قفزت بالمملكة قفزة كبيرة في مدة وجيزة غيرت معها خريطة البلاد المعرفية بتأسيس عدد كبير من الجامعات التي نشرها خادم الحرمين الشريفين بوعي وحكمة على مناطق المملكة بتبني سياسة توطين التعليم العالي ليكون متاحا للجميع. وأضاف أمير منطقة عسير «قرارات خادم الحرمين الشريفين دائما ما تركز على دعم التعليم العالي ودعم مشروعاته حتى تجاوز مقدار ما أمر ملك البلاد بإنفاقه على هذا القطاع أكثر من ربع الإنفاق الحكومي خلال السنوات الثلاث الماضية، وهذا المقدار الكبير يؤكد حكمة القرار وسمو الرؤية المدفوعة بالإيمان الكامل بأن النهضة بالتعليم والارتقاء ببرامجه هو جسر العبور نحو التطور والنضج المعرفي والحضاري». وزاد، «لغة الأرقام تؤكد الجهود التي بذلها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث تضاعف عدد الجامعات من ثماني جامعات إلى 25 جامعة، وبلغ عدد المبتعثين إلى الجامعات العالمية في الخارج أكثر من 70 ألف مبتعث». وأكد رئيس هيئة الجائزة أن الفترة المقبلة من عمر الجائزة ستشهد تطورات مهمة في مسيرتها، إذ سيكون للمرأة نصيب وافر، مؤكدا أن الجائزة التي تعد الأرفع محليا ستحدث حراكا في المجتمع نظرا لأهميتها وقيمتها التي تستمدها من جلالة الملك خالد رحمه الله. وأضاف، وفي باقي أفرع الجائزة فقد أعلن عن فوز الدكتور إبراهيم محمد العبيدي عضو هيئة التدريس في قسم الدراسات الاجتماعية في جامعة الملك سعود بجائزة الملك خالد للعلوم الاجتماعية تقديرا لإنجازاته العلمية في مجال البحوث والعلوم الاجتماعية، وعن إسهاماته المميزة في مجال العلوم الاجتماعية التي اتسمت بارتباطها الوثيق بقضايا المجتمع السعودي وبالجدة والأصالة والعمق، واستخدم فيها منهجا علميا سليما، أما الجائزة الثالثة للمشروعات الاجتماعية فقد فاز بها مناصفة مشروع جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري في الرياض وذلك لتوفير السكن لبعض الأسر الفقيرة، ومشروع مركز علي كانو لأمراض وغسيل الكلى في الدمام. وأوضح أنه سيتم إعلان الفائز بالجائزة الرابعة للتنافسية المسؤولة التي تمنح لمنشآت القطاع الخاص بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار من ضمن فعاليات منتدى التنافسية الدولي في يناير المقبل. وفي شأن دعم الجائزة وإنشاء وقف لها، قال «جميع ما يملكه أبناء وبنات الملك خالد من أموال عينية أو نقدية تحت تصرف الجائزة لضمان استمراريتها، لكننا نخطط لإنشاء وقف يضمن استمرارية هذه الجائزة ويحقق لها الملاءة المالية». يذكر أن جائزة الملك خالد تأسست عام 2004، وتمنح كل عامين، وتعد هذه الدورة الأولى لها التي يأتي إطلاقها انطلاقا من التزام مؤسسة الملك خالد الخيرية بتشجيع الباحثين ودعم الأعمال التي تتسق وأهداف المؤسسة ورؤيتها في كل ما يخدم هذه البلاد وأهلها، تماشيا مع النهج النبوي الشريف «خيركم خيركم لأهله»، وتقدم جائزة الملك خالد، التي تمنح كل عامين، وتعد هذه الدورة الأولى لها، في أربعة فروع هي: الإنجاز الوطني والعلوم الاجتماعية والمسؤولية الاجتماعية والمشروعات الاجتماعية. وتمنح جائزة الإنجاز الوطني لابتكار أو اختراع أو جهد مادي أو معنوي، فردي أو جماعي، يعمل على تطوير وتنمية وتفعيل أي جانب من جوانب الحياة الاجتماعية بشقيها المادي والمعنوي، ويحتسب للمملكة العربية السعودية، بما في ذلك التنمية المستدامة والأعمال الفردية المميزة، وتهدف هذه الجائزة إلى الإسهام في تشجيع وتقدير الإنجاز الوطني بما يتوافق مع نظام المجتمع وثقافته. بينما تختص جائزة العلوم الاجتماعية بكل ما يتصل بدراسة المجتمع السعودي وتنميته وتطويره، وتشمل الجائزة علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية،. وأما جائزة الفرع الثالث، وهو المسؤولية الاجتماعية، فتمنح لمؤسسات القطاع الخاص وهيئاته التي تساهم في تنمية المجتمع السعودي اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا. بينما تهدف جائزة الفرع الرابع إلى تشجيع المؤسسة للجمعيات أو الهيئات الخيرية والأهلية على تبني مشروعات فعالة في السعودية.