* لأنني بنت جدة.. ولأن قلمي توقف عن الطوفان.. ولأني وقفت في صف العزاء.. وجدت أساتذتي وزملائي وأخواني وأخواتي يكتبون عن جدة ومصابها وويلات أهلها.. أكثر وأصدق وأبلغ من أي قلم.. أقلام من القلوب تصب في أوجاعهم وأوجاعنا.. كلمات الجسد الواحد والمصاب الواحد والألم الحزين.. لا تزال جدة ترجو من صانعيها بعض العروق والشرايين التي أغفلوا عند وصلها بجسدها.. فانهارت مع أول أزمات الضخ والشفط وسيول ضائعة.. غرقت مع هطول المطر وطفح البشر.. أعانك الله يا جدة وسخر لك من يحبك ويرعاك!. -------------------- * طرقت الأبواب وتكررت الاتصالات لأية شاحنة تحمل أوزار المدينة المبتورة.. ومن الصرف المنزلي الثائر.. وأخيرا وافقت شاحنة صغيرة على نقل المخلفات على عدة مرات.. وفي كل مرة أضعافا مضاعفة من الثمن.. (مصائب قوم عند قوم فوائد).. وتتكرر العملية أسبوعيا!. -------------------- * في عتمة الأحداث.. والمفقودين.. والراحلين إلى رحمة المولى العلي القدير.. شاهدت تلك اللوحة الرقيقة التي كتبها زوج مي يعتذر فيها ويطلب منها.. العودة لأنه يحبها.. صورة اللوحة في الجريدة علقها الزوج على شارع الكورنيش.. بالمنطقة الشرقية فكانت همسة حب.. وسط ضجيج السيول المهلكة!. -------------------- * عام حزين مضى.. وعام جديد ندعو الله أن يكون نهاية للأحزان وبداية مشرقة للأمل.. وكل عام وأنتم في القلب!. ------------------- همسة: محمود درويش: [ نعرف الآن جميع الأمكنة.. نقتفي آثار موتانا.. ولا نسمعهم.. ونزيح الأزمنة.. عن سرير الليلة الأولى.. وآه.. أمي تناديني.. ولا أبصرها تحت الغبار.. وموت الماء في الغيم.. وآه]. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 149 مسافة ثم الرسالة