في اللغة، العتر : ضرب الذباب، و النون أجمل حروف العرب، هربت، وخبأت نفسها بين العين والتاء، فجاء: (عنتر)، هجين من الذباب، والكحل من الأمة السوداء، والحر شريف النسب، فكان أسطورة العرب: شجاعة، وعشقا، وشعرا،.. تنقل (عنتر) كثيرا، من الخيل، إلى الخيال، من الصحراء، إلى بلاد الروم، من حكايات السمر، إلى كتب الدراسة، ومن الدفاتر، إلى السينما، وفي السينما، أعاد نيازي مصطفى، لعنتر، شبابه، والسواد، والسيف، وشيبوب، وعبله، ومضارب بن عبس، ورضي عنتر بالأمر الواقع، رغم أن عبلة لم تكن ساحرة الجمال، فقد أخذت الفنانة (كوكا) الوكالة الحصرية للدور، لم تكن حسناء أبدا، ولا صغيرة السن، بل واتسم أداؤها بالهبل، وكانت أقرب إلى دمية مسارح الخيوط، من أي شيء آخر! وبدأت أدوار عنتر، بسراج منير، بعده تمت مبايعة فريد شوقي، ملكا متوجا، على الدور، و لما كبر فريد شوقي في السن، صار ابن عنتر! وكانت آخر أفلام نيازي مصطفى العنترية، فيلم (بنت عنتر)، وفيه لعبت كوكا، دور أخت عنتر، وكانت عنيترة هي سميرة توفيق، وقد كانت عنيترة آية في الجمال، أما فريد شوقي فقد صار الغضنفر، ابن عنتر، كان لابد للعنتريات من أن تتكاثر وفي لبنان، قدم محمد سلمان، فيلم عنتر فارس الصحراء، آخر سلسلة أفلام عنتر، كانت فيه سميرة توفيق هي عبلة، ومحمود سعيد هو عنتر، و كان أقل أفلام عنتر جاذبية، وفيه تظهر خيمة، مغطاة ببطانية، مكتوب عليها رقم هاتف الشركة المنتجة، لكن الأيام تثبت أن هذا الخطأ التقني، الأشبه بالفضيحة، صالح لأن يكون نظرية عربية .. فنحن نتصل بعنتر دائما، في حرب 67، فعلنا ذلك، وفئة ضالة متطرفة، منا وفينا، فعلت ذلك في الأبراج الأمريكية، بعنترية جاهلية، و ادعى كل من أسامة بن لادن والظواهري، أنهم فعلوا ذلك لإدخال جنودهم في الجنة، لكن كل من الرجلين اكتفى بالدخول في أشرطة الفيديو، يوزعونها على الفضائيات، ومن الحوثيين جاء عنتر متسللا، فعلمه جنودنا الأبطال، معنى الفروسية حقا، وبين مصر والجزائر، دارت دوائر حرب كروية، ضروس، وغاشمة، صار لاسم مباريات الذهاب والإياب، اسما آخر: الكر والفر، ولما التقى الجمعان، بعد كر، وفر، سجل عنتر الهدف الحاسم للجزائر، فخسرت مصر، ما هو أكثر من الوصول إلى نهائيات كأس العالم، خسرت وأقولها بحسرة وقارها الإعلامي، ورزانتها الأدبية، وبدأت صحافتها، وفضائياتها، بالعنتريات الخائبة، التي لم تتوقف حتى هذه اللحظة .. وقريبا، يحيي شاعر المليون، سيلا من العنتريات، جديد.