أثبت الشباب السعودي أنهم قادورن على مساعدة الغير بكل ما أوتوا من قوة ومال، فقد ضحوا بأوقاتهم لخدمة غيرهم وتطوعوا لخدمة جيرانهم وإخوانهم المتضررين في (كارثة الأربعاء)، إذ شكلت الفرق التطوعية دعما كبيرا لأهالي جدة عبر مجموعات شبابية من الجنسين. ذلك الحماس المنقطع النظير والعمل الدؤوب أظهر مشكلة في عدم التنسيق والتنظيم بين تلك الفرق التي تربو على 40 فرقة ومجموعة شبابية في اتجاهات خدمية مختلفة، الأمر الذي أزعج بعض المشاركين وأيضا والمتضررين. «الدين والحياة» حاول سبر أغوار المشكلة عبر التواصل مع بعض المتطوعين من الجنسين فإلى التفاصيل: مسؤول الفرق الشبابية في الندوة العالمية مصطفى خرد، أوضح أن هناك عشوائية في تنظيم المجموعات الشبابية ترجع إلى عدم وجود جهة منسقة أو منظمة، فضلا عن وجود مجموعات لا ترغب في الانضمام تحت مظلة الجهات الرسمية، مما يزيد في العشوائية والتخبط لدى الكثيرين من تلك الفرق التي ليست لديها رؤية واضحة أو حتى أناس ذوو خبرة في هذا المجال. واقترح خرد إنشاء جهة تنسيقية تكون مرجعية ومظلة للشباب وتسعى إلى توحيد وتنسيق الجهود والتكامل بين المجموعات والفرق في جدة حيث تضم أكثر من 500. موضة العمل التطوعي من جهته، أوضح الشاب ثامر الزايدي أن السبب الرئيسي في عدم وجود تنظيم لمجموعات الشبابية «لأن مفهوم العمل التطوعي عندنا انحصر في العمل الإغاثي على أهمية العمل الإغاثي بالتأكيد، ولكن أين التطوع في المجالات الفكرية والمجالات الرياضية والمجالات الصحية، مؤكدا «أن العمل التطوعي قد أصبح (موضة) فهناك مجموعات شبابية تطوعية بلا رؤى بلا أهداف وبلا خطط، ما تلبث هذه النشوة إلا أن تنطفئ، فعلينا أن نوازن بين الفكر والعمل على أرض الميدان». المتطوعة ثريا سندابي أبانت أن تلك الفرق تعاني من عشوائية في عملها؛ لعدم وجود جهة رسمية تكون بقية الفرق تابعها لها، وبينت أن عدم وجود هيكلة بنائية ورؤية مستقبلية لهذه الفرق التطوعية يعتبر من أهم الأسباب التي أوجدت العشوائية. نحن منظمون من جهة أخرى، أفاد جمال المنذري مدير إدارة برنامج أصدقاء جدة أن حجم الكارثة لم يكن متوقعا، ولكن ما تحقق على أرض الواقع بطريقة مشرفة، على الرغم ما كانت تعيشه هذه الفرق بشكل منفرد ومزدوج، إلا أن خلال فترة قصيرة بدأت بتنظيم نفسها من خلال بعض خبرات المتطوعين الذين سبق أن عملوا في هذا المجال. معتبرا أن إدارة برنامج أصدقاء جدة تعمل بشكل منظم وموثق وتحفظ وتبرز دور المتطوع كفرد والفرق التطوعية كمجموعة، وتقوم بإعداد البرامج التطوعية واستقطاب المتطوعين، وتعمل على تقديم الدورات التدريبية والندوات وغيرها لتفعيل نشر ثقافة العمل التطوعي بطريقة تساعدهم في تقديم طاقاتهم وإمكانياتهم لخدمة مجتمعهم وخدمة أنفسهم من خلال تعبئة (استمارة التسجيل) لغرض معرفة المتطوع حتى يتم تقديمه للمجتمع بطريقة تساعده، مثل بناء صفحة إلكترونية خاصة به تحتوي على كل المعلومات التطوعية التي ساهم بها، وتساعد الجهات الأخرى في التعامل معه. وألمح إلى أن العدد المسجل في موقع أصدقاء جدة كفرق تطوعية يبلغ 22 فريقا تطوعيا، ولا زال العمل جاريا لاستقطاب الفرق التطوعية، وبالنسبة للأعداد فقد وصل عدد المتطوعين في الموقع إلى 4100 من كلا الجنسين مسجلين رسميين، ولا زالت الأعداد في التسجيل مستمرة. التوثيق مهم وأكد المنذري أن فريقه يعمل على توثيق كافة الأعمال التي يقوم بها (وهي أعمال متطوعين كأفراد أو فرق تطوعية أو جهات من القطاع الخاص أو العام)، وذلك لإبراز دور محافظة جدة في العمل التطوعي بطريقة علمية تحتوي على صور وأرقام وتواريخ وأسماء ومعلومات تساعد في تطوير العمل التطوعي وإبراز دوره لدى المجتمعات الأخرى. ونوه إلى أنه لا توجد جهة تقوم بتقديم الأعمال التطوعية بطريقة علمية وبشفافية، وذلك حتى لا تضيع حقوق المتطوع والجهات الداعمة والجهات المساندة من القطاع الخيري أو القطاع الحكومي أو الخاص، وحفظها كتاريخ موثق للجميع في هذه المدينة الغالية. كفاءات معدومة بيد أن الشاب يوسف جمال ملتحق أخيرا بالمجموعات الشبابية أوضح أن هناك عشوائية في تنظيم المجموعات الشبابية، وأن من أهم أسبابها عدم قدرت الفرق على الوصول لشرائح كثيرة من المجتمع وبالتالي عدم إشتراك من هم ذوو كفاءات وخبرات فيها، وذلك لأنها لم تتمكن من الوصول إليهم بوجودها، ويضيف «حسب علمي أن التعقيدات الإدارية وتوجهات مسيرها تحول دون اشتراك كثير من الشباب فيها، فهي في الغالب حسب نظرة الشباب ترفض أفكارهم ولا تتطور مع المجتمع ودليل ذلك عدم وجود نشاطات واضحة تلبي رغبات الشباب، كذلك بعض الحملات المغرضة التي تقوم بها وسائل الإعلام أثرت على فكر الشباب تجاه الفرق الشبابية ذات التوجه المحافظ.