كرمت الغرفة التجارية الصناعية في جدة في احتفالية خاصة خلال الأيام القليلة المقبلة، أكثر من خمسة آلاف متطوع شاركوا في إزالة الآثار التي خلفتها الأمطار المدمرة التي ضربت جدة قبل عيد الأضحى المبارك وأودت بحياة أكثر من 120 شخصا وإتلاف آلاف السيارات والمنازل في قويزة وشرق جدة. وأوضح مازن بترجي رئيس لجنة تنسيق العمل الاجتماعي ونائب رئيس غرفة جدة أن الغرفة تسعى بهذا التكريم لشكر الفتيات والشباب نظير الجهد الذي بذلنه في تضميد جراح السكان المتضررين، ودورهم البارز في توزيع التبرعات والمساعدات العينية على الأحياء التي ضربتها السيول. وقال: لقد قام المتطوعون من الجنسين بعمل كبير وبرهنوا على أن جدة عامرة بشبابها وفتياتها الذين يتسابقون في عمل الخير دون البحث عن أي مقابل، واستطاعوا أن يرسموا صورة إيجابية رائعة للمجتمع السعودي، حيث توافدوا بأعداد كبيرة على مركز جدة الدولي للمنتديات والفعاليات للمشاركة في أعمال لجنة تنسيق العمل الاجتماعي التي تضم أكثر من 13 جهة من مؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة، وتعمل وفق منظومة موحدة لحصر الأضرار التي لحقت بعدد كبير من أحياء جدة وتوزيع المعونات العينية والسلال الإغاثية. وكشف البترجي عن النية لاستمرار لجنة تنسيق العمل الاجتماعي بشكل دائم تحت مظلة الغرفة التجارية الصناعية في جدة وستعني بالعمل التطوعي واستيعاب المتطوعين من الجنسين مستقبلا، وفق خطط وبرامج يتم الإعداد لها حاليا بعد نجاح التجربة وحاجة جدة إلى خدمات مثل هذه اللجنة بشكل خاص والعمل التطوعي في المملكة على وجه العموم. وكشف بترجي أن اللجنة وزعت حتى مساء أمس الاثنين 75418 سلة غذائية وإغاثية تشتمل على مواد غذائية ومستلزمات طبية وحليب أطفال ومفروشات وجميع مستلزمات المنازل، مشيرا إلى أن العمل سوف يستمر على قدم وساق حتى تعود الحياة طبيعية في جميع الأحياء المتضررة. من جانبه، أكد رئيس فريق المتطوعين في اللجنة أحمد عريف أن عدد المتطوعين المسجلين رسميا وصل إلى أكثر من خمسة آلاف من الفتيات والشباب، في حين أن الدائمين الذين يزاولون العمل بشكل يومي يصل إلى 2500 متطوع، بينهم 750 متطوعا في مركز جدة للمنتديات والفعاليات. وكشف أن 65 في المائة من العاملين في مركز المعارض من الفتيات في مقابل 35 في المائة من الشباب، في حين أن نسبة الفتيات بين المتطوعين الميدانيين تصل إلى 20 في المائة في مقابل 80 في المائة من الشباب، حيث يتم تقسيم ساعات العمل من أربع ساعات إلى ساعتين يوميا لكل متطوعة أو متطوع، في حين يعمل المشرف أو المشرفة لمدة تزيد على ست ساعات وتصل أحيانا إلى 12 ساعة يوميا. وأوضح عريف أن أغلب أعمار المتطوعين تتراوح بين 18 إلى 35 عاما، وبينهم إحدى المسنات واسمها (زهرة ادريس) التي أصرت على المشاركة في العمل الإنساني بمركز المنتديات رغم أن عمرها يزيد على 90 عاما.