من السذاجة تصور أن رفع أسعار المشروبات الغازية 50 هللة يمكن أن يؤدي إلى خفض استهلاكها لتلافي مضارها، فتجربة مضاعفة سعر السجائر لم تثبت أن عدد المدخنين انخفض بسبب ارتفاع أسعارها!! الشيء الوحيد الذي يمكن أن يسهم في خفض استهلاك المشروب الغازي هو وعي المستهلك بمضاره تماما كما هو وعي المستهلك بمضار التدخين!! لكن تجربة رفع أسعار المشروبات الغازية تسلط الضوء من جديد على هشاشة القاعدة التي يقف عليها المستهلك وضعف أدوات حمايته في مواجهة محاولات استغلاله، فرفع أسعار المشروبات الغازية (50 في المائة) تم بتواطؤ بين المتنافسين مما خالف قواعد المنافسة حسب أنظمة وزارة التجارة، وتدخل وزارة التجارة لم يكن أكثر من تدخل على صفحات الصحف لأن واقع الزيادة حصل في منافذ البيع دون اكتراث ببيان الوزارة الخجول الذي لم يكن أكثر من استعراض إعلامي تماما كاستعراضات فترة جنون الغلاء قبل سنتين!! وكنت أتمنى أن أجد تدخلا جادا لوزارة التجارة للوقوف في وجه التحايل على قواعد وشروط المنافسة كما فعلت من قبل لحماية أسعار الحليب والألبان، إلا إذا كان التدخل الفاعل لا يحصل إلا في حالة انخفاض الأسعار لصالح المستهلك وليس ارتفاعها!! أما جمعية حماية المستهلك التي تمخض جبلها فولد بيانا، فلن أحملها فوق طاقتها، فمن لا يمتلك أجنحة، لن أنتظر منه أن يطير !! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة