ليومين ماضيين أحسست أن كل من حولي سيأخذون كلهم ويذهبون لاستقبال سلطان بن عبد العزيز، حين ترتفع إليه أرض المطار وتحمله، فالكل يتحدث ويحمل على عنقه وفوق صدره صورة «سلطان»، والكل ضبط ساعته على موعد الساعة التاسعة من مساء يوم الجمعة، ولولا أني أعرف جيداً أن مساحة أرض المطار لن تتسع إلا لبضعة مئات من الناس، لجزمت أن حب أولئك لسلطان سيدفع بهم وهم الملايين ليمتعوا نظرهم وحواسهم بالنظر إليه دون حجاب، إنه الحب حين يكون بالرغبة والإرادة، وهو الحب الذي يمنحه الله لمن يشاء.. فكان لسلطان. وليومين ماضيين كنت أينما يممت وجهي أرى الناس ممتلئين فرحا وسعادة، سمعت أصواتهم وأحاديثهم عن «سلطان»، سمعتها في المطاعم والشوارع والأسواق، وشاهدتها في عالم الإلكترون صورا وشعرا تعلو الأسماء في الفيس بوك والمنتديات والمدونات، عرفت حينها معنى جملة سمعتها عنا قبل سنوات: «راقب بصمت حال السعودي إذا أحب من قلبه شخصا ما، فهو لا يحب رياء.. حبه يأتي صادقا». وهكذا أحببنا سلطان. والسؤال الذي يجلس على رأس مقالي في الأعلى ليس استفهاميا أو تعجبيا بقدر م ا هو محاولة للبحث في سر الحياة البسيطة والعميقة على أرض وطني، وسر العلاقة بين الحاكم ومن يحكمهم حين لا يجبرنا أحد على الحب والطاعة، ولا يسحبنا أحد بالسلاسل ويلف حول رقابنا وأيدينا الأغلال لكي نحب؛ ولكنا نحب بملء الإرادة والرغبة، ونحب عن قناعة بأن من تناوبوا على حكمنا طيلة عقود ومن يجلس اليوم على كرسي الحكم هم أصلح الناس لأمرنا؛ ولذلك أحببناهم. ويجب أن يصدق من كان حولنا، أن السعودي إذا أحب، فحبه يأتي بلا تكلف، يأتي صادقا ونقيا، يحب السعودي بالفطرة، ولفطرته فهو مستعد أن يأخذ داخله وروحه ويقدمها خلسة دون رياء لمن أحبه. وهذا ما رأيته في وجوه انتشت لسلامة وعودة سلطان بن عبد العزيز، ليس ظنا ما أقوله لكم، بل هو الحقيقة .. الحقيقة المطلقة التي تسكن كل سعودي. ولهذا أحببنا «سلطان». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة