أنهت شرطة جدة رفع العينات الخاصة بالمتوفين الذين عثر عليهم في سيول جدة ولم يتم التعرف على هوياتهم، وعكف فريق مختص من الأدلة الجنائية في الشرطة على إجراء تحاليل الحمض النووي لمتوفين في ثلاجة الطب الشرعي في منطقة المحجر وتم رفع عينات الحمض النووي ل22 جثة. وأوضح مدير الإدارة العقيد صالح زويد الغامدي أنه تم التوصل إلى بعض الجثث التي عثر عليها خلال الأيام الماضية وقد ظهر عليها الكثير من التعفن الرمي، الأمر الذي غيب الملامح وحال دون تحديد هوية الجثث أو التعرف عليها. وأضاف «حددت إدارة الأدلة الجنائية في شرطة جدة ثلاث مراحل للتعرف على جثث غرقى السيول، تبدأ بعمليات التصوير الفوتوغرافي للجثة، وعرضها على أهالي الضحايا للتعرف عليها، وهذا يكون للمتوفين الذين لم تحدث لهم تشوهات، وفي حالة التعرف عليها تسلم لهم، أما المرحلة الثانية فيتم إخضاع الجثث التي لم يتعرف عليها إلى مضاهاة البصمات، ومقارنتها بالبصمات الموجودة لدينا في قاعدة البيانات، وبالتالي نصل لمعلومة هوية الشخص وعنوانه، أو عناوين أقاربه أو ذويه، وإبلاغهم ومن ثم تسليمهم الجثمان». وأضاف «بالنسبة للمرحلة الأخيرة فهي خاصة بالحالات المشوهة تماما ويتم إخضاعها لاختبارات حمض DNA، حيث يتم أخذ عينات من الجثة المشوهة التي لا يمكن التعرف عليها ومقارنتها مع العينات التي يتم سحبها من أهالي الضحايا الذين سجلوا بلاغات بتغيب ذويهم أو اختفائهم مع الأمطار، وبالتالي تحدد هوية المتوفى، وتسلم جثته لذويه بعد التأكد من ذلك عن طريق اختبارات فريق الأدلة الجنائية. وأكد وجود فريق متخصص من الأدلة الجنائية يعمل على تحليل البيانات وإخضاع جثث المتوفين للاختبارات التي من خلالها يمكن التعرف على هوية الجثة ويتابع الفريق شخصيا مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي. وأوضح أن الأدلة الجنائية لا يزال لديها أشلاء لجثث تم انتشالها من قبل فرق الإنقاذ، مؤكدا أن عمليات التحاليل قائمة لربط الأشلاء ببعضها البعض وفرزها، وأضاف أن التحاليل التي تجريها إدارة الأدلة الجنائية مهمة لإثبات هوية المتوفين خاصة المشوهة جثثهم للتعرف على ذويهم وتسليمها لهم. وبين أن عدد الجثث التي لم يتم التعرف عليها حتى الآن 22 جثة، وأن خبراء الأدلة الجنائية باشروا عملهم منذ بداية أزمة السيول في تصوير الجثث ورفع البصمات لاحتمالية وجود مطلوبين جنائيين من بين الغرقى. ونبه إلى أن تشوه بعض جثث الموتى الموجودة في ثلاجة مستشفى الملك عبدالعزيز صعب تعرف ذويهم عليهم، ما دفع الأدلة الجنائية للاستعانة بتحليل الحمض النووي لتحديد هوياتهم. وأضاف العقيد الغامدي أن العينات المأخوذة جرى سحب نمطها من العظم، وأما في حالة مطابقة النتائج مع أهالي الموتى لا يستغرق أكثر من 72 ساعة، لأن العينات ستسحب من الدم مباشرة وهي أسرع في إظهار النتائج. يذكر أن الجهات الأمنية والطبية العاملة في ملف جثث متوفي سيول جدة تعمل حاليا لتحديد هوية أشلاء جثث عثر عليها خلال الأيام الماضية سيتم إدارجها ضمن المتوفين، ومن المتوقع أن ترتفع إحصائية عدد المتوفين إلى 122 متوفى خلال اليومين القادمة، فيما لم تتم إضافة جثة متوفى بحيرة الصرف الصحي إليها؛ لكون الحادثة بعيدة عن أحداث سيول جدة الأخيرة، وبها شبهات جنائية.