أعربت «الأهلي كابيتال»، الذراع الاستثمارية للبنك الأهلي التجاري عن اعتقادها بأن التمويل الإسلامي الذي يعد عنصرا متنامي الأهمية في تكوين القطاع المالي الخليجي، في موقع يمكنه إعادة التعافي إلى اقتصادات دول الخليج العربية. وأشار كبير الاقتصاديين في شركة الأهلي كابيتال الدكتور يارمو كوتيلين خلال مشاركته في المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية في البحرين إلى أن «أسواق المال الإسلامية أظهرت أداء أفضل من حيث العائدات مقارنة بالأسواق التقليدية، كما أنها تعاملت بشكل جيد مع الأزمة المالية الحالية، ومرد ذلك إلى التعامل الأخلاقي الذي يميز هذه الأسواق، ناهيك عن طبيعتها البعيدة عن أسلوب المضاربة». وأوضح أن العام 2008م شهد تحقيق مؤشر ستاندارد آند بورز 500، ومؤشر ستاندارد آند بورز الخليجي المركب، ومؤشر ستاندارد آند بورز أوروبا 350 عائدات أقل من مثيلاتها المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، وقال إن أداء المؤشرات الإسلامية هذا العام حقق مستويات أفضل من تلك التقليدية. وأضاف أن الأزمة العالمية تضمنت إلى حد كبير أزمة في تمويل الديون وتعقيدات مالية. وقد كان للسياسات الاقتصادية العامة الحكيمة لحكومات الخليج معززة ببساطة التمويل المتوافق مع الشريعة الأثر الكبير في تخفيف حدة الأزمة، وقيادة المنطقة إلى خارج حيز الهبوط. وأشار إلى أنه رغم ذلك، هناك عوامل تعيق نمو التمويل الإسلامي، بما في ذلك الاختلافات في تعريف ماهية الشريعة، ونقص المعايير، إضافة لضعف السوق الثانوية بين البنوك. لكن حقيقة أن التمويل الإسلامي هو مثال حي على تنظيم مبني على مبادئ تعني أن المستثمرين يمكنهم الشعور بالارتياح للدرجة العالية من التوافق مع القيم والمبادئ المعروفة لديهم على نطاق واسع. واختتم بقوله «يبدو أن الاقتصاد الخليجي سيعود ليحقق نموا عاليا في العام 2010م، آخذين بعين الاعتبار الاستجابات السريعة والفاعلة، وتحسن البيئة الاقتصادية العالمية.. وبطبيعة الحال نحن نتوقع أن ينمو الاقتصاد السعودي بنسبة 3.8 في المائة خلال العام المقبل، بينما يفترض أن تعود الإمارات العربية المتحدة لتحقق نمو قدره 1.6 في المائة، المصرفية الإسلامية جاهزة للاستفادة من هذا التعافي والبناء عليه».