تبحث الإدارة الأمريكية توقيع معاهدة سلام مع كوريا الشمالية خلال زيارة يقوم بها مبعوث الرئيس باراك أوباما الخاص بشؤون كوريا الشمالية ستيفن بوسوورث إلى بيونج يانج اليوم، مقابل تعهد الأخيرة بالعودة إلى المحادثات السداسية. وقال مسؤول كوري جنوبي رفيع المستوى في ضوء لقاءات بوسوورث مع كبار المسؤولين في سيول، إن المسألة (معاهدة السلام) يمكن مناقشتها إن تعهدت كوريا الشمالية العودة إلى المحادثات السداسية. وأشار المصدر نفسه إلى أن مهمة بوسوورث الأساسية هي ضمان تعهد بيونج يانج العودة إلى المحادثات السداسية، والتزامها بالإعلان المشترك الصادر في 19 سبتمبر (أيلول) 2005 الذي يهدف إلى تخلي بيونج يانج عن برنامجها النووي مقبل محفزات سياسية واقتصادية. وأضاف إلى أن المبعوث الأمريكي قد يناقش أيضا مع نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي إمكانية تشكيل مكتب ارتباط في بيونج يانج. وقال إن تشكيل هذا المكتب سيكون خطوة مسبقة لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين اللذين تحاربا بشراسة خلال الحرب الكورية بين 1950 و1953، التي انتهت بهدنة. وكانت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية قد أشارت في وقت سابق أمس، إلى أن بوسوورث أكد أن محطته في العاصمة الكورية الجنوبية سيول وهو في طريقه إلى كوريا الشمالية، «ليست عرضية». ونقلت عن بوسوورث أنه في جلسة التقاط صور في بداية لقاء مغلق بينه وبين وي سونغ راك حاول الرجلان إظهار أنهما كانا في مشاورات وثيقة حول كوريا الشمالية. وأشارت إلى أن بوسوورث عقد في سيول أمس سلسلة من مفاوضات اللحظة الأخيرة مع كبار المسؤولين الكوريين الجنوبيين عشية زيارته لكوريا الشمالية. ونقلت عن وي تأكيده أن قرار بوسوورث زيارة بيونج يانج منطلقا من سيول يشير إلى أن الدولتين المتحالفتين استنتجتا استراتيجية مشتركة بشأن كوريا الشمالية. وأضاف أن هذا القرار هو علامة واضحة للدول الأخرى المعنية بالمباحثات السداسية بأن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة كانتا تجريان مشاورات وثيقة. من جهته، قال بوسوورث إن القرار ليس عرضيا بل خططنا له. والتقى بوسوورث وزير الخارجية الكوري الجنوبي يو ميونغ هوان في وقت مبكر أمس. يشار إلى أن بوسوورث وصل إلى سيول الأحد، وسيتوجه إلى بيونغ يانغ اليوم على متن طائرة عسكرية من قاعدة القوات الجوية الأمريكية في مدينة أوسان، حيث من المقرر أن يمكث هناك لمدة ثلاثة أيام، ومن المتوقع أن يلتقي أثناء الزيارة بالنائب الأول لوزير الخارجية الكوري الشمالي كانغ سوك جو في إطار المساعي لاستئناف المباحثات السداسية.