يستعد الرئيس السابق برويز مشرف للإعلان رسميا عن دخوله المعترك السياسي قريبا، بعد عامين من تقديم استقالته من منصبه اثر أزمة سياسية بين المؤسسة الرئاسية والقضائية، أدت إلى إعادة رئيس المحكمة العليا افتخار شودري إلى منصبه. وأشارت مصادر مطلعة باكستانية ل «عكاظ» إلى أن مشرف الموجود حاليا في العاصمة البريطانية لندن يضع اللمسات الأخيرة لمشروعه السياسي بالتنسيق مع مساعديه وبعض قيادات حزب الرابطة الذي ترأس الحكومة آنذاك، إبان تقلده منصب الرئاسة عام 2000 حتى عام 2008. ويؤكد المراقبون أن قرار مشرف المرتقب بعودته إلى الحياة السياسية يجيء عقب انتهاء فترة السنتين القانونية التي تقضي بعدم مشاركته في العمل السياسي. وكان مشرف الذي استقال من منصب قائد أركان الجيش واحتفظ بمنصب الرئاسة عام 2006 قد بدأ أخيرا سلسلة من الاتصالات مع العديد من القيادات السياسية الباكستانية، للحصول على دعم لاستراتيجيته السياسية المقبلة. وأفاد المراقبون أن دخول مشرف الحلبة السياسية سيحظى بدعم على الأقل من حزب الرابطة الذي حكم لفترتين متتاليتين خلال تقلده منصب الرئيس، وحزب المهاجرين المتحالف مع حزب الشعب الباكستاني الحاكم، بيد أن المراقبين أوضحوا أن حزب الرابطة الذي يراهن عليه مشرف يفتقر حاليا إلى النفوذ اللازم لإعطاء زخم لبرنامجه السياسي. وأفصحت مصادر سياسية أن المؤسسة العسكرية لن تمانع مشاركة مشرف في العمل السياسي، خصوصا أن مشرف التزم بفترة السنتين القانونية التي تقضي بعدم مشاركته في العمل السياسي. ومن المتوقع أن تفتح عودة مشرف وإعلانه الدخول إلى المعترك السياسي الملفات السياسة والمطالبة بمحاكمته. وقدم مشرف الذي وصل سدة الحكم في انقلاب عام 1999، استقالته عام 2008 وتعرض إلى ضغوط شديدة بدءا من أول إجراءات مساءلة في تاريخ باكستان منذ استقلالها قبل 61 عاما. وتراجعت شعبيته وعانى من عزلة منذ هزيمة حلفائه في الانتخابات البرلمانية التي جرت في فبراير 2008. إلى ذلك قتل أربعة متطرفين، بينهم قائد كبير في حركة طالبان في معارك وقعت أمس بين عناصر من الحركة والقوات الأمنية في وادي سوات. من جهة أخرى، أفاد قائد أركان الجيش الجنرال إشفاق كياني أن العمليات الانتحارية التي تشهدها الباكستان لن تؤثر على عزم القوات المسلحة لمكافحة الإرهاب واجتثاثه من جذوره، مؤكدا ارتفاع الروح المعنوية للجيش. وقتل عدد كبير من قيادات الجيش الجمعة الماضي في تفجير انتحاري وقع في راولبندي.