إذا اتجهت نحو جنوب جسر بحرة خلف مركز تدريب الحرس الوطني على الطريق الواصل بين جدة ومكة المكرمة، ستضطر إلى الاستعانة بعمامتك لسد أنفك من قوة الروائح الكريهة التي دفعت السكان المجاورين إلى التنبؤ بأنها عائدة لجثث بشرية جرفتها سيول الأمطار، وآخرون يرجعونها إلى المواشي النافقة لنفس السبب، وسط تحذيرات من كارثة بيئية ستنعكس على الأهالي. ويوضح المواطن حميد أحمد الجدعاني، وهو مالك مزرعة مواشٍ في المنطقة، أنه فقد 150 رأس ماشية من إجمالي المواشي المملوكة له 2350 رأسا نتيجة ظهور مرض غريب بين المواشي عقب سيول الأمطار الجارفة الأربعاء قبل الماضي، إضافة إلى اقتلاعها أي السيول 300 شجرة وكميات كبيرة من الأعلاف والحظائر المخصصة للمواشي. وبين الجدعاني أن عقب جفاف مياه السيول ظهرت رائحة كريهة في مزرعته بشكل يثير المخاوف ويهدد بانتشار الأوبئة، مضيفا «استوردت عشرة آلاف رأس ماشية من السواكن وأنزلتها في حظائر تبلغ مساحتها 120 ألف متر مربع استعدادا لموسم الحج والأعياد، ولكني أتكبد خسائر كبيرة إثر فقدان الكثير منها، حيث لم يتبق سوى 2350 رأسا أحصيت من قبل لجنة الدفاع المدني في بحرة مع الأضرار الأخرى». ويشير الجدعاني إلى أن المرض الذي تسبب في نفوق 150 رأسا بدأ بعد أيام من فاجعة الأربعاء، متخوفا من انتشار المرض نتيجة المبيدات التي رشت على المزرعة بعد الأمطار، وكذلك وسط انحسار مياه الشرب المخصص للماشية. وأضاف «بدأت الكلاب الجائعة تنبش في لحوم الميتة، فقد أصبحت الأغنام أكواما في الطريق والبعض غاص في باطن الأرض ويحتاج إلى جرف بواسطة المركبات المخصصة للجرف».