أصبح سكان الأحياء المجاورة لبحيرة المسك (الصرف الصحي!) يزورون البحيرة الآسنة يوميا لأسباب غير سياحية، فهم يريدون التأكد من أن وضع البحيرة لا زال تحت السيطرة وأن الإشاعات التي تتحدث عن حدوث تسربات منها غير صحيحة، لم يعد لدى هؤلاء السكان أدنى ثقة بالتصريحات الصادرة عن الأمانة بخصوص هذه البحيرة العجيبة، ومعهم حق في ذلك، فالمسألة ليست لعبة، وليس ثمة نهاية أكثر رعبا من أن يغرق الإنسان في طوفان المجاري!. لا تقولوا: تعددت الأسباب والموت واحد، فقائل هذا البيت كان ذا خيال محدود لأنه اعتقد أن الإنسان يمكن أن يموت بالسيف أو بالرمح أو يحترق أو يسقط من مكان مرتفع ولم يصل خياله إلى أن الإنسان يمكن أن يموت بعد أن تداهم المجاري بيته فيحسد الصراصير على مواهبها في السباحة!، حتى المتنبي رغم خياله الواسع ارتكب الخطأ ذاته فلو كان يعيش بالقرب من بحيرة المسك لشطب قصيدته التي يقول في أحد أبياتها: (فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم) لأن المسألة هنا لا يمكن احتمال طعمها خصوصا وأنه سيأكل(...)!. لا أعلم متى يصبح التخلص من بحيرة المسك أمرا ملحا، كل ما أعرفه أن الأمانة شيدت سدا ترابيا ثالثا يقول وكيل الأمانة إبراهيم كتبخانه إنه سينتهي خلال أسبوع، وبصراحة لم أستطع هضم كوميديا السواتر الترابية لمواجهة طوفان المجاري، ولم أسمع حتى الآن تصريحا واحدا يطرح فكرة إغلاق بحيرة المسك وتجفيفها إلى الأبد، كل ما سمعته أنه توجد بحيرة أخرى للصرف الصحي اسمها بحيرة البستان، وأخشى ما أخشاه أن تتطور المسألة بحيث يصبح في جدة أحياء عشوائية.. وأحياء (زي الناس)!. بحيرة المسك التي يتم فيها تجميع الصرف الصحي هي إحدى الأفكار العبقرية لأمانة جدة، وهي جريمة بيئية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، ولأن الأمانة عرفت بتخطيطها العبقري فقد وضعت هذه البحيرة في شرق المدينة رغم أن السيول تجري من الشرق إلى الغرب، وقد تمت معالجة الأخطار المتوقعة لهذه البحيرة بطريقة (في منتهى العبقرية)، حيث تم تأجيل لحظة الانفجار الكبير بالسدود الترابية وأشجار الحلفاء ثم انتظار شمس الصيف الحارقة كي يتبخر (المسك) ويدخل في (نخاشيش) أنوف السكان، وعوضا عن أن يقول الأولاد لأبيهم: (بابا خلينا نطلع نشم هوا) سيقولون: (بابا طلعنا نشم شوية مسك)!. ومع تقديري لجهود الشباب الذين يقومون هذه الأيام بحملة لتغيير مسمى البحيرة إلى (بحيرة الصرف الصحي) في خطوة يسعون من خلالها إلى إيقاف عملية التضليل الناتجة عن اسم (المسك)، فإنني أتمنى أن يوجهوا جهودهم لحملة تهدف إلى إغلاق هذه البحيرة الخطرة!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة