عندما حضر الرئيس الأمريكي باراك أوباما قمة الأمريكيتين في ترينيداد وتوباجو في أبريل (نيسان) الماضي وعد ببداية جديدة بين الولاياتالمتحدة ودول أمريكا الجنوبية، إلا أن الأمور استمرت كما كانت عليه دون أن يحدث تغيير في العلاقات بين الطرفين، سواء كان على مستوى رفع الحظر التجاري المفروض على كوبا أو فيما يتعلق بتوسيع اتفاق القواعد العسكرية في كولومبيا، فضلا عن التعامل مع الأزمة الهندوراسية الأخيرة والتي أفقدت الولاياتالمتحدة الكثير من المصداقية، وتسبب في حدوث شرخ بين حلفائها الاستراتيجيين في القارة الجنوبية. في بداية الانقلاب الذي أطاح بمانويل زيلايا رئيس الهندوراس في 28 يونيو (حزيران) أدانت واشنطن والاتحاد الأوروبي هذا الانقلاب، وحاولا بالتعاون مع حلفائهم في أمريكا إعادة الرئيس المخلوع زيلايا إلى الرئاسة. ومن خلال التصويت خرج حزب مانويل زيلايا ورئيس الأمر الواقع روبيرتو ميشيليتي، وأثبت الشعب الهندوراسي أنه يريد الخروج من العزلة الدولية عبر انتخاب بورفيريو لوبو. تعتبر هندوراس من بين أفقر البلدان في نصف الكرة الغربي، وعلى ذلك ينبغي أن يدفع الشعب إلى الأبد ثمن خطايا قياداته السياسية من خلال استمرار العقوبات الاقتصادية. ينبغي على الولاياتالمتحدة وغيرها ضخ المعونة الاقتصادية الدولية إلى الحكومة الجديدة، ولكن مصداقية الولاياتالمتحدة سيكون من الصعب استعادتها ما دام أولئك الذين نفذوا الانقلاب فلتوا من العقاب.