ترى، أهي الحاجة التي يقال إنها أم الاختراع التي دفعت بأحد القرويين في بريطانيا إلى تحويل كشك هاتف قديم إلى مكتبة عامة تضم مائة كتاب، أم هي تلك الرغبة الدفينة لدى العديد من البريطانيين بالاحتفاظ بكل ما هو عتيق وقديم، وخصوصا تلك الأشياء التي غدت تحتل جزءا من تراثهم كأشاك الهاتف المنتشرة في المدن والبلدات والقرى منذ عشرات السنين؟ لقد اختمرت الفكرة الحلم في ذهن أحد أبناء قرية ويستبري ساب مينديب في سومرسيت، فقرر تحويلها إلى واقع ملموس عندما جاءته الفرصة السانحة لتطبيقها، فقد خسرت قريته في وقت قصير كلا من غرفة هاتفها ومكتبتها المتنقلة. تلك الخسارتان الكبيرتان دفعتا بالقروي لطرح مشروعه البديل للتعويض عن الخسارتين معا، أي تحويل كشك هاتف إلى مكتبة عامة صغيرة ينتفع منها الجميع. مجلس أبرشية القرية سارع إلى تلقف الفكرة، فبادر إلى شراء كشك الهاتف القديم من شركة الاتصالات البريطانية (BT) في إطار برنامج وطني يطرح الكشك الواحد بثمن رمزي قدره جنيه إسترليني واحد، ربما للتشجيع على تبني تلك الصناديق الملونة القديمة. بقي القول: إن أكشاك الهاتف في بريطانيا تحولت إلى منشآت وقطع فنية، كما جرى تحويل البعض منها إلى حمامات (دوشات) ومراحيض ودورات مياه عامة.