تستغل المخابرات الإسرائيلية كل ما هو متاح للتغلغل في العالم الخارجي، حتى أنك لا تأمن جانب أية مؤسسة تابعة لإسرائيل حتى ولو كانت خدمية أو مدنية. وفي هذا الصدد، اعترفت مصادر إسرائيلية أن حكومة جنوب أفريقيا أبعدت مسؤولا في شركة الطيران الإسرائيلية (العال) الأسبوع الماضي، في أعقاب اتهامات بأن جهاز المخابرات الإسرائيلية «شين بيت» تسلل إلى مطار جوهانسبرج الدولي في محاولة لجمع معلومات عن مواطني جنوب أفريقيا، وبشكل خاص عن المسافرين من السود والمسلمين. وقد اتخذت حكومة جنوب أفريقيا هذه الخطوة في أعقاب تقرير تلفزيوني محلي اشتمل على شهادة من الحارس السابق في «العال» جوناثان غارب، الذي قال إن شركة الطيران الإسرائيلية ليست إلا واجهة لل «شين بيت» في جنوب أفريقيا منذ عدة سنوات. وقالت المصادر إن هذه عملية للاستخبارات السرية خلافا لقانون جنوب أفريقيا. وإثر الكشف عن ذلك، أرسلت وزارة الخارجية الإسرائيلية فريقا إلى جنوب أفريقيا في محاولة لتخفيف حدة الأزمة الدبلوماسية بعد أن هددت الحكومة في جوهانسبرج بترحيل جميع موظفي الأمن في شركة «العال» الإسرائيلية هناك. واتهمت جوهانسبرج شركة «العال» بتهريب الأسلحة المرخص بها للسفارة الإسرائيلية، بحيث تصل إلى المطار ليستخدمها العملاء السريون الإسرائيليون. وقال أحد عملاء المخابرات الإسرائيلية لقد تدربنا في معسكر سري في إسرائيل، إذ يجري تدريب القوات الخاصة الإسرائيلية ودربونا على استعمال المسدسات والأسلحة الرشاشة والقتال غير المسلح. وقد رفض مسؤولون إسرائيليون التعليق على أقوال رجل المخابرات الإسرائيلي، رغم أنه أبرز رسالة موقعة من المدير العام لشركة «العال» في جنوب أفريقيا تفيد بأنه كان يعمل لدى جهاز ال «شين بيت» وليس شركة «العال». وقد ورد في تقرير نشرته منظمتان من منظمات حقوق الإنسان في إسرائيل، وهما الجمعية العربية لحقوق الإنسان ومقرها الناصرة، ومركز مكافحة العنصرية أن موظفي شركة الطيران الإسرائيلية يستخدمون التصنيف العرقي في معظم مطارات العالم الرئيسية، ويخضعون المسافرين العرب والمسلمين لمعاملة تمييزية ومحبطة خلافا للقانون الدولي وقوانين الدول المضيفة.