في ألم المخاض، تعالت صرخات الحاجة الباكستانية «خديجة إقبال» وهي متجهة صوب غرفة العمليات في برج طوارئ منى العام، كانت مجهدة قلقة تخشى على جنينها وعلى حجها، لتقع بين يدي طبية ماهرة هي سيدة النساء في ذلك البرج الضخم، حيث استقبلتها طبيبة النساء والولادة الدكتورة فائزة أحمد أنديجاني وهي الطبية الاولى في ذلك البرج بلمسة حانية فخففت من مصابها، اصطحبتها إلى غرفة العمليات لتكتشف أن الحاجة ستخسر جنينها، لكنها لن تخسر حجتها الأولى، فأجرت العملية بكل اقتدار وهي تزرع في نفسية تلك الحاجة المواساة وتبث فيها فلسفة الطمأنة، فأتت لمساتها تلك أكلها مع تلك الحاجة والتي فاقت بعد ساعات وكل رجائها أن تكمل النسك، فطلبت من طبيبتها مرافقتها بعد أن نشأت بينهما علاقة ثقة كانت فصول تلك القصة يوم التروية، فقررت الطبيبة مرافقة مريضتها إلى عرفات لتؤدي المريضة حجها وتكمل الطبيبة عملها الإنساني النبيل . ذلك الموقف يتكرر سنويا فائزة أحمد أنديجاني هي واحدة من الطبيبات السعوديات الحاصلات على الزمالة الأردنية والزمالة العربية وزمالة النساء والتوليد، لتكون مسؤولة عن هذا القسم في مستشفى الملك عبد العزيز في جدة تقول « منذ 15 سنة وأنا أعمل في خدمة ضيوف الرحمن وهذه عادة سنوية لي المشاركة في الحج، أحرص هنا على مد جسور التواصل الإنساني مع كافة المريضات من شتى البقاع ،فالرسالة التي نختزلها في هذه المهنة رسالة حب وعطاء لا يتوقف، وكم أشعر بالفخر وأنا هنا في أسرتي الكبيرة «أسرة برج الطوارئ» أتذكر أسرتي الصغيرة أولادي الخمسة فلدي أربعة أولاد وبنت واحدة مما يزيدني شوقا لهم و يجعلني أحزم حقائبي بعد أن أديت واجبي الوطني والإنساني في خدمة ضيوف الرحمن .