لم يعد عمل الفتاة السعودية عاراً يختبئ خلف عباءة التقاليد، وعيباً يئده ستار الخجل والعادة الاجتماعية، بل أصبح فخراً لكل فتاة، ونوطاً من طراز رفيع تتوسم به صدورهن، وترقى به أنفسهن، خصوصاً عندما يكون عملاً مباركاً يقدمنه لضيوف الرحمن وحجاج البيت، سواء كن طبيبات أو مرشدات، أو عاملات في أي مجال من مجالات الخدمة خلال موسم الحج. وأكدت إحدى العاملات في كوادر وزارة الصحة موسم حج هذا العام اختصاصية النساء والولادة في مستشفى منى الوادي وأحد كوادر وزارة الصحة العاملة الدكتورة فائزة أحمد أنديجاني، أنها تنضم للواء العمل في موسم الحج للمرة الرابعة، مؤكدةً أن خدمة الحجاج تمثل لها كسعودية شرفاً عظيماً، وقالت ل «الحياة»: «إن مشاركة المرأة السعودية في أعمال الحج تشهد تزايداً ملحوظاً نتيجة للوعي الكبير بفضل هذا العمل الإنساني والمتمثل في خدمة ضيوف الرحمن». وأشارت إلى أن بنات مملكة الإنسانية يتسابقن الآن للحصول على شرف هذا العمل، خصوصاً بعد زوال الحاجز الاجتماعي الذي كان عائقاً أمام مشاركتهن، مشددةً على أن المادة لم تعد الهم الأوحد وراء مشاركتها وإنما تمثل آخر اهتمامها للمشاركة في هذا الموسم العظيم. وأوضحت أن عملها في الحج يجد كل التشجيع من الأهل والأولاد، مؤكدةً أن أهلها يطلبون منها العمل خلال موسم الحج من دون مقابل مادي، تطوعاً وتقرباً إلى الله تعالى في هذه الأيام العظيمة، ولافتةً إلى أن العمل يصبح ممتعاً وشيقاً داخل المشاعر المقدسة، خصوصاً وأنت تعلم أن كل عمل تؤديه فأنت مأجور عليه. وحول عملها في مجال تخصصها ألمحت إلى أنها كاختصاصية نساء وولادة لا تنصح النساء الحوامل في الشهور الأولى بأداء هذه الفريضة لأنه يعرضهن للإجهاض، أو سقوط الجنين، نتاج عدم قدرتهن على تجنب الازدحام الذي يفرضه العدد الكبير من الحجاج، مشيرةً إلى أنها لا تنصح الحامل برمي الجمرات بنفسها وعليها أن توكل لذلك. وأكدت أن الخطورة على حياة المرأة الحامل تزداد بازدياد عمر الحمل حيث يزيد حجم البطن ما يجعلها عرضة للإجهاد بسبب السفر والتنقلات، حيث يؤدي هذا الإجهاد إلى اضطراب عضلات الرحم وقد يؤدي إلى ولادة مبكرة. وأشارت إلى أنها تعاملت مع حال لحاجة حامل في شهرها الثالث حيث اجهدت وحدث لها إسقاط غير مكتمل، أوضح الفحص الإكلينيكي أنها تعاني من إسقاط غير مكتمل فأجريت لها عملية تنظيف وكحل لبطانة الرحم.