حبس سكان أحياء في شمال جدة وشرقها أنفاسهم صباح أمس لمجرد أن بلغهم تنبيه الدفاع المدني لهم بأخذ الحيطة، بعد ورود أنباء غير مؤكدة عن انهيار وشيك في بحيرة المسك، وزاد من المخاوف انتشار شائعات في وسط المدينة عن تسربات خطيرة في قنوات «التبخير السابعة»، وضاعفت مروحيات الدفاع المدني المحلقة في سماء أحياء السامر، المنار، الأجواد، التوفيق، الشعلة والصفا قلق الأهالي؛ ليسارع بعضهم إلى محيط البحيرة الشهيرة لاستطلاع حقيقة الأمر بأنفسهم. الأحداث السريعة دفعت مواطنين إلى إخلاء منازلهم، وأصدرت سلطات الدفاع المدني تعليمات احترازية عاجلة إلى سكان بعض الأحياء في محيط البحيرة إلى الإخلاء الفوري .لكن مدير الإعلام في أمانة جدة أحمد الغامدي قلل من المخاوف وأبلغ في تصريحات صحفية أن البحيرة شهدت تسربات في قنوات التبخير، ولا خطورة في الجسم الخرساني وذكر الغامدي للصحفيين «الوضع سليم ومطمئن ، أنشأنا أنبوبا بسعة 30 ألف متر مكعب يصل بين السد الاحترازي وقنوات تصريف مياه السيول الجنوبية». ودفعت المخاوف بحدوث انهيار وشيك لبحيرة المسك وزارة الصحة إلى سرعة إخلاء مرضى مستشفى العيون في حي الصفا . وأبلغ «عكاظ» مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة، الدكتور سامي باداوود ،أن إدارته أعادت مرضى العيون إلى أسرتهم بعد وصول «تطمينات» من الجهات المختصة، وأضاف «الوضع عاد إلى طبيعته ، وتم تخفيض مستوى التنبيه والإنذار في المستشفى» في موازاة ذلك أفاد مصدر في الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة «السلطات اتخذت أمس تدابير احترازية عاجلة بعد تسربات البحيرة، وطلبت من سكان في محيط المنطقة إخلاء منازلهم.لا توجد حتى اللحظة مخاطر محتملة». أهالي المناطق «الأشد خطرا» عاشوا أمس ساعات بين الترقب وانتظار الخطر، وقلل أغلبهم من تطمينات الأمانة وتصريحاتها الروتينية حسب وصف أحدهم ، وذكر المواطنون أن مخاوفهم الحقيقية زادت بعد سيول الأربعاء وارتفاع منسوب البحيرة إلى أكثر من 14 مترا ما يعني أن فيضان السد أصبح وشيكا من أي وقت مضى. يقول سعيد الغامدي « نسمع تطمينات أمين محافظة جدة كل يوم ولكن ما نشهده على أرض الواقع مختلف، الوضع يدعو إلى القلق الجدي» سليمان المطيري يضيف منذ الصباح الباكر هرعت آليات وعربات الدفاع المدني ومعها فرق من الأمانة إلى موقع بحيرة الصرف الأمر الذي أشار إلى حدوث شيء ما وأمر غير اعتيادي .أحسنت سلطات الدفاع المدني وهي تصدر تعليماته إلى السكان بإخلاء المنازل. المسؤولون في الأمانة جددوا التأكيد أن التسرب ناجم عن تسرب في بحيرة التبخير غير أن مخاوف الأهالي لم تتبدد إلا بعد إعلان عاجل من سلطات الدفاع المدني أشارت فيه إلى سلامة الأوضاع وفي الحال عادت الحياة إلى حي السامر لتفتح المتاجر أبوابها ويعود السكان إلى منازلهم في انتظار ما تسفر عنه الأيام أو الساعات المقبلة.