تغرق منى في بحر من الدعوات والأمنيات، يرفع المسلمون أكفهم وأعينهم إلى السماء، ويطبعون جباههم على الأرض «الحمد لله». ربما يرى البعض أنها مجرد كلمتين لا أكثر، ولكن لا يعرف قيمتها إلا من شاهد الحناجر ملبية في راحة وطمأنينة، الأمن يحيط بها، تعود إلى خيامها في راحة وهدوء. المنظر هنا في المشاعر على الأرض يجبر من يراقبه بعين المنصف أن يدرك أن رأس الحربة في نجاح الحج هم رجال الأمن، ليس ذلك فحسب، بل أن يقف ويصفق احتراما لهذا العمل المنظم والمتناغم الدقيق. دخول الحجاج وخروجهم في هذه المنطقة الجغرافية الجبلية المعقدة ليس بالعملية السهلة، ولا حفظ أمنهم وحتى التعامل معهم بطرق إنسانية حتى وإن أخطأ أي منهم. الربط بين قطاعات الأمن المختلفة باختلاف اختصاصاتها هو شفرة النجاح الحقيقية، من قطاع إلى آخر باحترام رفيع ولغة راقية يتبادل رجال الأمن المعلومات والتنظيمات، باتصال لا ينقطع مع مركز القيادة والسيطرة الذي يمرر الأوامر من القادة الميدانيين والاختصاصيين أمام الشاشات المربوطة بكاميرات المراقبة. سيعلن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا نجاح الموسم، فمنه يستمد رجال الأمن عزيمتهم؛ لأنه أول من ينزل إلى الميدان، ويقف على الجاهزية، ويتابع على مدار الساعة كل حركة على الأرض حتى يطمئن على آخر حاج يغادر إلى وطنه أو إلى بيته داخل المملكة. سلاسل بشرية يكونها رجال الأمن في شرايين المشاعر المقدسة؛ لخدمة الحجاج.