لم تغب عشيقة ناصر بن جمعان الصبحي عن طيفه أربعة عقود من الزمن ظل خلالها شارد الذهن في قلب «المشاعر»، وهو يغوص في زحام القلوب الملبية ليقوده الحنين إليها بعد أن قطف ورقة خريفه السبعين ليعود إلى أحضانها إثر حصوله على التقاعد النظامي عنها، لكنها ظلت تحتل مساحة شاسعة في فكره، لأنه باختصار أحد رجال الكشافة. فالصبحي لم يثنه التقاعد من عمله عن العمل التطوعي في خدمة حجاج بيت الله الحرام من خلال مساهمته مع الكشافة المشاركين في الخدمة مع أمانة العاصمة المقدسة، ليعود إليهم متطوعا بعد سنوات قليلة فارق فيها المشاعر المقدسة، ولم يحتمل فراقها. ويصف الصبحي علاقته بالكشافة بالاستثنائية حيث غرست في كيانه رغبة التمتع في النشاط التطوعي، مضيفا «عملت في معسكرات الخدمة العامة التي تنظمها جمعية الكشافة العربية السعودية لمدة 40 عاما، وكانت تشعرني العقود الأربعة بالسعادة حين أسهم في إرشاد الأطفال التائهين إلى أسرهم». بعد التقاعد، تأكد الصبحي من حبه للكشافة والأعمال التطوعية التي أصبحت خصلة من خصائله. ودفعه الشغف المتعلق بذكريات سنين طويلة قضاها كشافا، ورغم تقاعده، توجه هذا العام إلى مراكز الكشافة العاملة في موسم الحج لعرض نفسه متطوعا للإسناد. ويقول السبعيني الصبحي «أقضي موسم الحج كله معهم متطوعا لمساندتهم بما اختزله من خبرة وتجارب سابقة». وتتلخص أمنية الصبحي في أن تجد معشوقته «الكشافة» في مكةالمكرمة الاهتمام وتفعيل دور الرابطة الكشفية والاستفادة من خبراتهم، بيد أنه يعتبر الأعمال التطويرية الجاري تطبيقها في جمعية الكشافة أخيرا، تستحق الإشادة. ويوضح الصبحي أن اعتماد الجمعية على التقنية سهلت وطورت من مهام رجال الكشافة عن ذي قبل. جهد الصبحي دفع رئيس الجمعية والمشرف على معسكرات الخدمة الدكتور عبد الله الفهد إلى تكريمه ومنحه وسام الحج للعام 1430ه، كعربون تقدير وعرفان لجهد رجل لم يضع التقاعد حدا لحبه للحياة وخدمة الحجاج في مدينة الأيام الخمسة «منى».