خيمت ردة فعل المواطنين والمقيمين تجاه وباء انفلونزا الخنازير بخيبة أمل ألقت بظلالها على 240 شركة ومؤسسة معنية بتقديم خدمات حجاج الداخل لتدخلها نفق الخسائر المالية الضخمة والتي تجاوزت 260 مليون ريال في واقعة لم تسجل من قبل في تاريخ المؤسسات المعنية بذلك، حيث شهد موسم حج هذا العام عزوف كثير من المواطنين والمقيمين عن الحج عبر هذه المؤسسات لتتراجع أعداد حجاج الداخل إلى نسبة بلغت 20 في المائة كما أفصح به وزير الحج حيث لم يتجاوز عدد حجاج الدخل عن 160 ألف حاج، مما أسهم في تمتع حجاج الداخل بمساحات واسعة داخل مخيمات تلك المؤسسات التي أبرموا معها اتفاقيات لتقديم الخدمة لتناسب أعدادهم مع مخيمات المؤسسات لتختفي من قائمة شكاوى «التكدس داخل المخيمات» لدى لجان المراقبة الميدانية في وزارة الحج بعد أن كانت تتصدر قائمة الشكاوى. تلك المؤسسات والشركات رمقت الوباء بنظرات الناقم بعد أن أدخل بعضها دوامة الخسائر كما اعترف به بعض ملاكها والذين تفاجأوا بحجم الإقبال على الحج، حيث لم يدر بخلدهم أن الوباء سيتمكن من تعطيل مصالحهم بهذا الشكل المؤثر، لا سيما حملات vip والتي منيت بنصيب الأسد من تلك الخسائر بعد أن خطفت تجربة الحج المخفض التي أطلقتها وزارة الحج البساط من تحتها، حيث تعد المستفيدة الكبرى من هذا الوباء، إذ أثبتت وجودها من خلال انضمام المؤسسات فيها لتخطف تلك المؤسسات الحجاج من البقية، حيث كشفت وزارة الحج عن المجموعات المنضوية ضمن هذا البرنامج لحج هذا العام والتي بلغت نحو 29 شركة ومؤسسة، حيث وعدت بمنح حوافز لها برفع الحد الأعلى لنسبة تخصيص المواقع للمشاركين في البرنامج إلى 80 في المائة بدلا من 70 في المائة. كما يحق لكل مشارك يوفي بالتزاماته التقدم بطلب زيادة عدد الحجاج المرخص له بخدمتهم بنسبة 10 في المائة عند تجديد الترخيص وله أولوية تثبيت الموقع في مشعر منى، وذلك ضمن ضوابط ومعايير محددة ومعينة. رئيس لجنة الحج والعمرة في الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة سعد جميل القرشي قدر حجم الخسائر المادية التي تكبدتها الشركات والمؤسسات بقرابة 260 مليون ريال، وأرجع أسباب تلك الخسائر إلى عدم اكتمال النصاب المسموح به لكل شركة، وقال في حديث ل «عكاظ»: شهد هذا الموسم تراجعا كبيرا في حجاج الداخل، ووفقا للإحصائيات المبدئية لدينا في نسبة هذا التراجع تراوحت بين 55 في المائة إلى 60 في المائة، حيث لم يكتمل النصاب لدى الشركات الكبرى والمميزة في الخدمة، فضلا عن الشركات المتواضعة، ولعل السبب الرئيسي في ذلك هو تخوف المواطنين والمقيمين من وباء انفلونزا الخنازير وعدم قناعتهم بفاعلية اللقاح مما دفعهم إلى العزوف عن الحج هذا العام، مما انعكس سلبيا على 240 شركة ومؤسسة حجاج داخل. وألجأ القرشي تقييمه لتجربة الوزارة في الحج المخفض إلى حين اكتمال الموسم وجمع نتائج تقييم فرق الأداء الميدانية.