توقع مسؤولون في شركات حجاج الداخل أن تصل خسائرهم في حج هذا العام ما يقارب ال 280 مليون ريال، ما دفع بهم خلال الأسبوعين الماضيين بالرفع إلى وزارة الحج لتدارك هذه الخسائر ومساعدتهم في مسألة فتح مساحات جديدة من الخيام غير المشغولة والسماح لهم برفع نسبة من أسعارها، إلا أن هذه المطالب لم تتحقق لهم. وشهدت حملات الحج الموسم الحالي انخفاضاً حاداً في نسبة إشغال الخيام بلغت ال 50 في المئة مقارنة بالأعوام الماضية والتي بلغت فيها إيراداتها بلايين الريالات، وهي الكعكة الكبيرة التي تتقاسمها شركات الحج في كل عام. هذه الشركات التي تؤمن أكثر من أربعة آلاف وظيفية موسمية للسعوديين والسعوديات، والبالغ عددها 240 شركة نظامية، تسعى الآن إلى إعادة جدولة أوراقها وخططها لتفادي المزيد من الخسائر بسبب عزوف الكثيرين من السعوديين عن أداء فريضة الحج هذا العام بسبب المخاوف من أنفلونزا الخنازير، على رغم خفض أسعار المخيمات إلى النصف. ويرى سعد القرشي أحد المستثمرين في قطاع الحج، أن شركات الحج لن تحتفل هذا العام بالإيرادات الكبيرة التي كانت تحققها في كل عام، محتسبين الأجر فقط في خدمة الحجاج بعد أن وقعوا في فخ مرض أنفلونزا الخنازير الذي تسبب في عزوف الكثيرين عن الحج هذا العام. ويشير فهد العتيبي، أحد ملاك شركات الحج، إلى أنه كان من المفترض على وزارة الحج أن تتوقع خسائر الشركات منذ وقت مبكر، وتساعدها في تجاوز أزمتها التي ستتعرض لها بسبب خفض أسعار الخيام وعزوف المواطنين عن الحج هذا العام. ووصف سعيد الغامدي حملته لهذا العام ب «الشاقة» من الناحية التشغيلة والتنظيمية، ويعتقد في الوقت ذاته أن ينجو من الخسائر التي ستلحق به بسبب عزوف المواطنين عن الحج لمخاوفهم المتعلقة بأنفلونزا الخنازير على رغم عروض شركات الحج التي يرى أنها مغرية لاستقطابهم.