كل إنسان في هذا الوجود يحمل مفتاحا يعكس أهم ما يتميز به من صفات وسلوكيات وعلاقات بالآخرين، وقليل من الناس من يحمل منظومة من المفاتيح.. ليس مفتاحا واحدا فقط. وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من هؤلاء الذين تتعدد مفاتيح شخصيتهم، لذلك لم يأت اختياره -حفظه الله- في قائمة القادة العشرة الأوائل الأكثر تأثيرا ونفوذا على المستوى الدولي، والشخصية الأولى على المستوى العربي.. لم يأت اختياره لها على المجاملة في شيء، إنما جاء بناءً على توافق لحقائق ماثلة للعيان أدركها القاصي والداني، حقائق لها أبعادها ودلالاتها التي هي غير قابلة للتجاهل والنكران. فقد تمكنت مجلة (فوربس) الأمريكية أن تكتشف ماهية مفاتيح شخصية الملك عبد الله بالرجوع إلى مبادراته التي كشفت عن حقائق شخصية متعددة المواهب والإنجازات. فما إن تولى خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في هذا البلد حتى اختط لحكمه نهجا يرتكز إليه في ممارسته للسلطة على المستويين المحلي والدولي انطلاقا من فعالية مفاتيحه الشخصية التي يحملها -حفظه الله-. فأول المفاتيح: المصداقية في التعامل، وثانيها البصيرة النافذة، وثالثها الحنكة والشجاعة، ورابعها الدبلوماسية الهادئة، وخامسها الإخلاص والإصلاح، وسادسها البساطة والتواضع، وسابعها الوسطية والاعتدال، وثامنها الألفة والتسامح. هذه المفاتيح.. بل هذه السجايا، انطلقت منها مبادراته ومنجزاته التي تفرد بها، فقد نادى بمبادرة السلام العربية بين العرب وإسرائيل التي أقرتها القمة العربية وتبنتها الأممالمتحدة، ودعا إلى الحوار بين اتباع المذاهب والديانات السماوية، وبذل جهودا مضنية من أجل التقارب وإصلاح ذات البين بين الفلسطينيين بعضهم بعضا من جهة، واللبنانيين من جهة أخرى، ورسخ مبدأ الحوار بين أبناء المملكة مع اختلاف أطيافهم وتوجهاتهم، وقاد مشاريع التطوير والإصلاح في المجالات المحلية المتعددة وقدم المساعدات الإنسانية للمجتمعات التي تعرضت للكوارث الطبيعية. إنها سجايا خادم الحرمين الشريفين خلقت تلك المبادرات وصنعت للمملكة ثقلا سياسيا يعتد به في المجالين الإقليمي والدولي، وبوأت لها مكانة عالية تهيأت لها انطلاقة تعليمية وقفزة حضارية أخذت تشق طريقها نحو آفاق المملكة وأطرافها. فلتهنأ بلادنا بمليكها، وليسدد الله خطاه لمستقبل مشرق ينعم فيه شعبه بالعزة والرفاه.