أكد وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية الدكتور منصور الحواسي ل «عكاظ» استعداد الوزارة للتعامل مع مرض انفلونزا الخنازير من خلال تهيئة وتجهيز مراكز المراقبة الصحية في منافذ المملكة الجوية والبحرية والبرية بالأدوية والمستلزمات الطبية وتوفير عقار التاميفلو بكميات كافية، إضافة إلى تجهيز ثلاثة مختبرات تشخيصية في مكةالمكرمة ومختبر في مستشفى منى الوادي لإجراء الفحوصات المخبرية.. وإلى نص الحوار: • ما أهم الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الوزارة والاستعدادات الميدانية للسيطرة على الأمراض الوبائية؟ انطلاقا من خبرات وزارة الصحة المتراكمة في التعامل مع الحشود والمشكلات الصحية الوبائية والطارئة، طبقت وزارة الصحة خطة وقائية دقيقة لحماية الحجاج من التعرض للأمراض والأوبئة، وتنطلق الخطة من رؤى وتوصيات علمية وطنية محلية من استشاريين متخصصين مدعمة بتوصيات منظمة الصحة العالمية. ومنذ ظهور أول حالة وتفشي مرض انفلونزا الخنازير في العديد من دول العالم، ظلت الوزارة تتابع المتغيرات العالمية للمرض من خلال التواصل المستمر مع المنظمات الصحية العالمية للوقوف على المستجدات والتوصيات بشأنها. وفي إطار الخطة الوقائية المتكاملة، جرى تهيئة وتجهيز مراكز المراقبة الصحية في منافذ المملكة الجوية والبحرية والبرية في الأدوية والمستلزمات الطبية وتوفير عقار التاميفلو بكميات كافية، إضافة إلى تجهيز ثلاث مختبرات تشخيصية في مكةالمكرمة ومختبر آخر لأول مرة داخل المشاعر المقدسة لإجراء الفحوصات المخبرية عبر تقنية البلمرة الجزيئية. كما شغل مستشفى الملك سعود في جدة لاستقبال وعلاج الحالات المصابة بانفلونزا الخنازير من ضيوف الرحمن، حيث يشتمل على عدد من التخصصات أبرزها الباطنة والعناية المركزة. وتضمنت الخطة تطبيق الاشتراطات الصحية التي يوصي توفرها في القادمين لأداء فريضة الحج، حيث أوصت بعدم حج المصابين بأمراض مزمنة ومرضى نقص المناعة الخلقي والمكتسب والأمراض الاستقلابية والحوامل وذوي السمنة المفرطة، والتأكيد على الدول التي يفد منها الحجاج على أنه من مسؤوليتها منع من هم أقل من 12سنة وأكبر من 65 سنة من أداء الحج والعمرة. • هل هناك قنوات اتصال مع منظمة العالمية للتعرف إلى تطورات الوضع الصحي العالمي للانفلونزا؟ يوجد تعاون وثيق وتنسيق تام بين وزارة الصحة والمنظمات الصحية الدولية المختلفة، ومنها منظمة الصحة العالمية للوقوف على الوضع الوبائي العالمي أولا بأول، ويعتبر التعاون بين الوزارة والمنظمة في مجال وقاية الحجاج من الأمراض الوبائية المتوقعة ذا طابع مميز، حيث يجري عن طريق تزويد المنظمة للوزارة بالمعلومات والمستجدات العالمية حول الأمراض المعدية أو ظهور أوبئة في بلدان العالم التي يفد منها الحجاج، وتزويد الوزارة بالمطبوعات الدورية التي تصدرها منظمة الصحة العالمية، ومساعدة الدول التي يفد منها الحجاج قبل قدومهم لأداء مناسك الحج أو العمرة وقد جرى تعميم استخدام اللقاح الرباعي للحماية من الحمى المخية الشوكية على جميع الحجاج وكذلك على حجاج الداخل والمقيمين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والعاملين بالحج. • هل حددتم معايير للتعامل مع الحالات الطارئة التي تحدث في مناطق الازدحام مثل جسر الجمرات وممر المشاة الذي يبدأ من عرفات مرورا بمزدلفة ووصولا إلى منطقة منى؟ تشارك وزارة الصحة جميع الجهات ذات العلاقة في الإعداد ووضع خطة الطوارئ الصحية للتعامل مع الحالات الطارئة التي قد تحدث في موسم الحج بعد اعتمادها من لدن النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس لجان الحج العليا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، إضافة إلى وضع الوزارة في الخطط الصحية التفصيلية الخاصة. ويتمثل دور الوزارة في تنفيذ خطط الطوارئ بتقديم الخدمة الطبية الفورية العاجلة وفرز وتصنيف ضحايا الكوارث حسب بطاقات الفرز الدولية وإدارة الأعمال الطبية في موقع الإخلاء الطبي وتوفير الفرق الطبية من أطباء وهيئة تمريض وفنيين والمشاركة في نقل المصابين داخل الإخلاء الطبي بالتنسيق مع المديرية العامة للدفاع المدني وجمعية الهلال الأحمر السعودي طبقا لبطاقات الفرز الدولية وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية وتقديم العلاج للمصابين بالمرافق الصحية في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. • ماذا لو حدث طارئ ما، والطرق والشوارع في المشاعر مزدحمة بالحجاج والمشاة؟ أعدت وزارة الصحة خطة طوارئ لممر المشاة للتعامل مع حالات الزحام الشديد الذي يبدأ من مشعر عرفات مرورا بمزدلفة إلى أن يصل إلى منى تحسبا لحدوث حالات انزلاق للحجاج، ويراعى في الخطة مراقبة ومتابعة الوضع ميدانيا عبر الفرق الطبية الميدانية وسيارات الإسعاف الصغيرة لعلاج ونقل الحالات المرضية. وكذلك أعدت الوزارة خطط طوارئ في المنطقة المركزية والساحات المحيطة في المسجد الحرام تحسبا لأي طارئ والاستفادة من المراكز الإسعافية الموجودة داخل الحرم، وإعداد خطة طوارئ أخرى لمواجهة الأمطار والسيول، وبالأخص منطقة المشاعر المقدسة بهدف التدخل السريع للعلاج الميداني وتوفير الخدمات الطبية في أماكن تواجد الحجاج. وهناك خطة طوارئ أخرى خاصة في منطقة جبل الرحمة؛ نظرا لتدافع أعداد كبيرة من الحجاج فوق الجبل وتحسبا لحالات التساقط من فوق الجبل تعمل الوزارة على تمركز بعض الفرق الطبية في منطقة الجبل للتعامل مع الوضع في موقع الحدث.