أكد مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، «أن التحايل على التعليمات المنظمة للحج من قبل الدولة مخالف للشرع وولي الأمر، كما أنه لا يجوز إدخال الحجاج الذين لا يحملون تصاريح في الحج». وتحفظ المفتي في محاضرته «السلامة في الحج» أمس في ندوة الحج الكبرى «على سن عقوبة مالية على المدخنين في مكةالمكرمة»، بعد مطالبة أحد العلماء من وزارة الأوقاف المصرية بذلك. وكان الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، ووزير الحج الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي، قد افتتحا صباح أمس في مكةالمكرمة «ندوة الحج الكبرى»، بعنوان «السلامة في الحج»، بمشاركة نخبة من علماء الأمة ومفكريها. وأكد الفارسي في كلمته أن الهدف من هذه الندوة ترشيد سلوك الحاج إلى الأمثل، مؤملا أن تخرج نتائج خيرة تحقق الاستفادة من الخدمات الكبيرة التي وفرتها الدولة. وقال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في محاضرته عقب حفل الافتتاح: «إن الله تعالى حرم سفك الدماء في البلد الحرام، أو أخذ لقطته، أو قطع شجره، أو إخلاء خلاه، حيث جعله الله مكانا تشتاق إليه أفئدة الناس وتهفو إليه نفوسهم». وأوضح أن الإسلام اعتنى بسلامة الأنفس والأبدان والأموال والبيئة والأفكار، وهو ما يؤمن الحج من الأخطار والمؤثرات، مشيرا إلى أن لنا في الهدي النبوي سيراً عظيمة، ومواقف معبرة عن اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالسلامة، فعندما طاف بالكعبة المشرفة لم يكرر تقبيل أو استلام الحجر الأسود، ونصح الصحابي الجليل عمر بن الخطاب عن مزاحمة الناس، كما أنه لم يستلم الركن اليماني، وفي عرفة لم يخصص أو يفضل موقعا معينا. وأعاد المفتي التأكيد على أن «عرفات كلها موقف»، وفي مزدلفة رخص للضعفاء والنساء والسقاة بالإفاضة من مزدلفة إلى منى بعد منتصف الليل، كما أنه لم يسأل عن شيء قدم أو أخر إلا وقال: «افعل ولا حرج»، موضحا أن كل هذا من باب التيسير في الحج. ولفت آل الشيخ إلى أن تحقيق السلامة في الحج واجب كل فرد مسلم، مبينا أن التعليمات التي وضعت للسماح للحجاج داخل المملكة كل خمس سنوات من باب تحقيق السلامة. وأوضح أمين عام الندوة الدكتور هشام العباس في كلمته أن الندوة أضحت ملتقى فكريا لتبادل الأفكار بين علماء الأمة، لرسم الطريق الأسلم حيال كثير من القضايا المتعلقة بالحج، مشيرا إلى أن اختيار هذا الموضوع فرضته الحاجة الملحة التي برزت خلال الأعوام الماضية، واستجابة مع دعوة التيسير على الحجاج، ونتاج للاهتمام الحكومي بسلامة ضيوف الرحمن، وهو ما يمثل هاجسا يؤرق النفوس.