أجمل مافي مباراة مصر والجزائر هذا المساء (إذا لم يتم إلغاؤها!) أنها تضمن صعود فريق عربي إلى كأس العالم بعد الخيبات المتتابعة التي لحقت بالفرق العربية خلال تصفيات المونديال، وأسوأ مافيها أن كل المؤشرات تقول إن هذه المباراة سوف تتحول إلى ساحة حرب جماهيرية وإعلامية وربما سياسية بين دولتين شقيقتين. هكذا نحن العرب لا نتحول إلى وحوش كاسرة إلا ضد بعضنا البعض، فلو كانت هذه المباراة الحاسمة بين مصر والكاميرون أو بين الجزائر ونيجيريا لما تجاوزت حجمها الحقيقي ولتعاملنا معها على أنها مجرد مباراة كرة قدم، أما وقد أصبح طرفا المباراة من بني يعرب فإنها تتحول تلقائيا إلى حرب البسوس فإما أن يطرد الزير سالم بالبطاقة الحمراء أو يصاب جساس بحجر ألقي عليه من المدرجات، وهذا الأمر ليس غريبا على الذهنية العربية فقد اندلعت حرب داحس والغبراء بسبب سباق بين فرسين، ألقى خلاله بعض المتفرجين الحجارة على إحدى الفرسين لترجيح كفة الفرس التي تمثل قبيلتهم!. هكذا نحن.. لا ترتفع حساسيتنا الوطنية إلا حين نلعب ضد بعضنا البعض، أما حين نلعب ضد فريق أجنبي فإننا نوزع الابتسامات ونتبادل القمصان ونتقبل الهزيمة بصدر رحب، في لقاءاتنا الرياضية لا يوجد مكان للروح الرياضية بل (ياروح ما بعدك روح!)، ويكفي أن نعرف بأن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية قد دعا جميع الأطراف المعنية إلى التهدئة، وأن الجزائر قد أرسلت ثمانية حراس لحماية مدربها سعدان كي نعرف أن المسألة تخطت كونها مباراة كرة قدم!. أغلب من يخططون لمشاهدة مباراة اليوم يعرفون أن نجوم المباراة ليسوا لاعبي الفريقين بل الحكم وقوات الأمن والجمهور والأشخاص الذين يتواجدون في دكة الاحتياط، ولا يحرص المشاهدون على مشاهدة الأهداف وخطة اللعب قدر حرصهم على مشاهدة مشاجرات اللاعبين والبطاقات الحمراء واشتباك الجماهير ولحظة دخول رجال الأمن إلى أرض المعلب.. وهي توقعات مؤسفة للغاية. لماذا لا يفكر الطرفان بطريقة مختلفة وهي أن الجزائر تملك ثلاث فرص للتأهل (الفوز أو التعادل أو الهزيمة بفارق هدف) بينما تملك مصر فرصة ونصف (الفوز بفارق ثلاثة أهداف أو الذهاب إلى مبارة فاصلة في حال الفوز بفارق هدفين).. مساحة الأمل كبيرة في هذه المباراة فلماذا الإصرار على تحويلها إلى محرقة قبل أن يطلق الحكم صافرة البداية؟!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة