يواصل مسلسل التفجيرات الدموية في باكستان حلقاته، إذ قتل 30 ضابطا وجرح أكثر من 120آخرين أمس في تفجير انتحاري استهدف مقر الاستخبارات العسكرية الباكستانية في بيشاور عاصمة إقليمالحدود الشماليةالغربية المتاخمة لمنطقة القبائل. وحمل مسؤول أمني باكستاني في تصريحات ل «عكاظ» حركة طالبان مسؤولية التفجير. وأكد أن جميع الدلائل تتجه إلى طالبان موضحا، أن انتحاريا كان يقود سيارة سعيا للوصول إلى مكتب جهاز الاستخبارات في ممر خيبر، متابعا: ما أن أوقفه مسؤولون أمنيون عند حاجز أمني فجر نفسه فأحدث انفجارا قويا دمر المبنى الأمني بشكل شبه كامل. وبحسب شهود عيان فإن دوي الانفجار سمع في مختلف أنحاء بيشاور ورافقته أعمدة ضخمة من الدخان وسط المدينة. وأشار المصدر أن معظم القتلى والجرحى هم ضباط وأفراد من الاستخبارات العسكرية. من جهته أوضح المتحدث باسم الجيش الجنرال أطهر عباس أن من بين القتلى ثلاثة ضباط من الاستخبارات فقط. فيما أفاد رئيس الشرطة مالك نفيد أنه جرى نقل المصابين إلى مستشفيين مدني وعسكري فيما أعلنت حالة الطوارئ في المستشفيات المحلية. وأغلق ممر خيبر أمام حركة السير وفرض طوق أمني على المنطقة. هذا وقتل ستة أشخاص من الشرطة على الأقل في اعتداء انتحاري ثان استهدف مركزا للشرطة في مدينة بانو شمال بيشاور قرب المناطق القبلية التي يشن عليها الجيش هجوما بريا. في الوقت الذي أفصح فيه قائد الشرطة في المنطقة إقبال مروت أن الانتحاري فجر سيارته أمام مركز شرطة. وتجتاح باكستان سلسلة غير مسبوقة من الاعتداءات يرتكب معظمها انتحاريو طالبان الموالون للقاعدة، أسفرت عن سقوط نحو 2500 قتيل في ما يزيد قليلا عن سنتين. والاعتداءان اللذان وقعا أمس هما الرابع والخامس في ظرف ستة أيام في نفس المنطقة. وكانت حركة طالبان توعدت الأسبوع الماضي بتكثيف هجماتها على المدن ردا على الهجوم البري الذي يشنه الجيش منذ أربعة أسابيع على معقلها في مقاطعة وزيرستان الجنوبية. وحاولت حركة طالبان الباكستانية ثني الجيش عن شن هجومه البري على معقلها في وزيرستان الجنوبية ومن ثم توعدت بالانتقام من ذلك الهجوم الذي بدأ في 17 أكتوبر.