تضاعف سعر تذاكر اللقاء المرتقب الذي يجمع منتخبي مصر والجزائر غدا في القاهرة، ضمن مباريات المجموعة الثالثة من التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2010 في جنوب أفريقيا إلى عشرة أضعاف ثمنها الأساسي في السوق السودا بعد نفاذها بالكامل من مواقع بيعها، وحذر اتحاد اللعبة الجماهير الرياضية التي لا تحمل بطاقات دخول المباراة بعدم التوجه إلى استاد القاهرة، على أن تفتح أبواب الملعب في الثالثة عصرا وعزل الجماهير الجزائرية في الطابق العلوي من الملعب ولا يسمح لهم بالوجود في غير ذلك حتى من كان يحمل تذكرة اللقاء. وارتفعت وتيرة التجاذب الإعلامي المتعلق بمباراة منتخبي مصر والجزائر بشكل ملحوظ، حتى أن المواجهة بينهما بدأت على شبكات الإنترنت قبل أن يلتقيا داخل الملعب. تحولت المباراة الحاسمة بين المنتخبين إلى حديث الشارع الرياضي في مصر والجزائر في الأسبوعين الماضيين، وكانت شبكات الإنترنت ميدانا خصبا لها خصوصا على «الفايسبوك والتويتر»، فضلا عن الصحف والإعلانات التلفزيونية، ماساهم برفع منسوب الشد العصبي إلى درجة دفعت بحكومتي البلدين إلى التدخل للدعوة إلى الهدوء واعتبارها مباراة رياضية لا يجب أن تنعكس على علاقة الشعبين. وأحيت تحرشات الجمهورين المصري والجزائري ببعضها البعض على الإنترنت بإحياء ذكريات قديمة من الصراع بين المنتخبين يعود إلى أحداث الشغب التي رافقت مباراتهما في تصفيات كأس العالم عام 1989م. المسؤولون المصريون أبدوا حرصا على عدم تكرار ما حصل من اشتباك بين جمهور المنتخبين عام 1989 ودعوا إلى الهدوء، وطلبوا من وسائل الإعلام المساعدة في دعوة الجمهور المصري لتقديم «وردة إلى كل جزائري». وقال قائد المنتخب المصري أحمد حسن لإحدى شبكات التلفزة «سنرحب بهم لأن المصريين معروفون بحسن الضيافة، ولكن داخل الملعب سيكون الأمر مختلفا». وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية حسام زكي في بيان «أن هناك رغبة جزائرية مصرية مشتركة في تهدئة الأجواء قبل مباراة المنتخبين»، مضيفا «أن ما يحدث في التنافس الرياضي أيا كانت حدته لن يؤثر على العلاقة الثنائية المميزة بين الشعبين والبلدين». ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية «جميع العاملين في الحقل الرياضي والمجال الإعلامي سواء في الجانب المصري أو الجانب الجزائري إلى تغليب الهدوء في تغطيتهم المتعلقة بالإعداد للمباراة، وعدم اللجوء إلى استفزاز الجانب الآخر بأمور تمس الحس الوطني للجماهير وهو أمر غير مقبول وغالبا ما تكون له عواقب سيئة». من جهة أخرى، أشارت صحيفة «اليوم السابع» الأسبوعية المصرية إلى أن جمال مبارك نجل الرئيس المصري حسني مبارك، زار المنتخب المصري وقدم له دعما معنويا، وأوضحت «أن جمال مبارك طلب من اللاعبين أن يبذلوا كل جهودهم للفوز وجلب الفرح إلى الشعب المصري». ويحتاج منتخب الفراعنة الفوز بفارق ثلاثة أهداف للصعود مباشرة إلى النهائيات أو الفوز بفارق هدفين والاحتكام لمباراة فاصلة في السودان في 18 الحالي، تتصدر الجزائر ترتيب المجموعة برصيد 13 نقطة، بفارق ثلاث نقاط أمام مصر، وتأتي زامبيا ثالثة بأربع نقاط ورواندا رابعة وأخيرة بنقطة واحدة. وعلى صعيد آخر، كلف الاتحاد الجزائري لكرة القدم ثمانية من أفراد الحرس الوزاري الجزائري لحماية مدرب المنتخب الجزائري رابح سعدان طوال فترة إقامته في القاهرة استعدادا لخوض اللقاء المرتقب، كما فرض على البعثة الجزائرية التي وصلت أمس القاهرة على متن طائرة خاصة سياجا من السرية على الفريق ورفض حضور وسائل الإعلام في مقر إقامتهم وحتى حضور التدريبات.