تفاجأ طلاب دراسات عليا سعوديون انتضموا أخيرا في الجامعات الأردنية للدراسة على حسابهم الخاص، بامتناع الملحقية التعليمية السعودية في الأردن عن فتح ملفات لهم لاعتماد دراستهم، بحجة أن معدلات شهاداتهم الجامعية متدنية، وأن وزارة التعليم العالي تمنع من حصل على تقدير «مقبول» من إكمال الدراسات العليا. وقال محمد حسين الذي أكمل فصلين دراسيين للماجستير في جامعة أردنية، أنه تأخر في مراجعة الملحقية السعودية في الأردن لأخذ الموافقة على الدراسة وفتح ملف اعتماد، وبعد مضي عام من دراسته راجع الملحقية وأخبره المسؤولون هناك أن «أي طالب سعودي معدله مقبول لا يمكنه الحصول على قبول للدراسة، بحسب تعليمات وزارة التعليم العالي، ومن يدرس سوف يعاقب». ويؤكد حسين الذي يدرس على حسابه الخاص في الأردن أن ظروفا خاصة كانت سببا في حصوله على معدل متدنٍ في دراسته الجامعية، «ليس من المنطق أن يكون ذلك سببا في منعي من إكمال دراساتي العليا، خصوصا أن عددا كبيرا من الطلاب من أصحاب المعدلات المتدنية يحملون اليوم درجة الدكتوراة». وطالب وزير التعليم العالي بإعادة النظر في هذا القرار وتعميد الملحقيات السعودية بالسماح للطلاب الجامعيين بالدراسة، خصوصا أنهم لم يلتحقوا ببعثات الوزارة ويدرسون على حسابهم الخاص، «هؤلاء الطلاب يحدوهم الأمل وتدفعهم الإرادة في أن يحملوا الدرجات العليا لخدمة وطنهم مستقبلا». ويقول الطالب محمد ماجد: إن الجامعات الأمريكية تفتح باب القبول لجميع الطلاب بما فيهم أصحاب المعدلات المتدنية، شريطة أن يتجاوز الطالب اختبار التوفل ثم ينخرط في السنة التحضيرية التي على أساسها يتسابق الطلاب على مقاعد الماجستير، لكن والحديث لماجد أنظمتنا الجامعية تضع الحواجز أمام طلابها، وهو ما نعاني منه اليوم كطلاب هاجروا من أجل العلم والتعليم. ويرى أنهم كطلاب فقدوا الأمل في حصولهم على مقعد دراسي في الجامعات السعودية بسبب هذا النظام، لذلك فضلوا الهجرة والبحث عن موطئ قدم في الجامعات العربية، لكنهم اصطدموا بالنظام الذي لا يسمح لهم بالانتظام في برامج الدراسات العليا حتى لو كانت تكليف الدراسة على حسابهم. أما الطالب فهد عبد الله فيؤكد أن الجامعات الأردنية سهلت القبول للطلاب السعوديين، وعدد كبير من الطلاب اجتازوا اختبار التوفل، «لكن الملحقية السعودية رفضت اعتماد قبولنا فرجعنا خائبين إلى أرض الوطن، وأظن أننا بدلا من أن ننتظم على مقاعد الدراسة الجامعية سننتظم على رصيف البطالة». «عكاظ» توجهت بالسؤال إلى الملحقية حول ذلك، واكتفى مصدر مسؤول فيها بالقول: إنه وبناء على خطاب وزير التعليم العالي لا يفتح ملف لأي طالب سعودي معدله مقبول.