منحت وزارة التعليم العالي مبتعثي الدراسات العليا في كندا، مميزات خاصة في مقدمها تمديد ستة أشهر بعد مرحلة اللغة، لمن لا يستطيع الحصول على قبول أكاديمي للدراسة خلال فترة اللغة البالغة 18 شهراً. واشترطت في القرار الذي أبلغته الملحقية الثقافية للمبتعثين في أوتاوا، أن يكون المبتعث حصل على درجة 500 في التوفل أو ما يعادله من الاختبارات الأخرى، وأن يدرس مقررات ذات صلة بتخصص الطالب ما يساعده في الحصول على القبول، وفي جامعة يوجد لديها التخصص المبتعث الطالب من أجل الحصول عليه. ومنحت الوزارة الطلبة خيار دراسة مقررات أكاديمية خلال المستويات المتقدمة من مرحلة اللغة، وإمكان التحويل لإحدى الدول الآتية فقط (أميركا، أستراليا، فرنسا، ألمانيا، الصين، كوريا، اليابان) شريطة أن يكون المبتعث حصل على قبول غير مشروط من جامعة موصى بها في التخصص المبتعث من أجله، ولا يترتب على ذلك دراسة لغة، وألا يكون البرنامج مخصصاً للطلبة الأجانب، إذا كان يقدم بلغة غير لغة البلد الأصلية، مع شرط ألا يكون المبتعث سبق انتقاله إلى كندا من دولة أخرى، فيما ختمت شروطها بأن يكون أداء الطالب الدراسي والسلوكي جيداً. وتعد خطوة الوزارة متأخرة كثيراً لتدراك أزمة كبيرة تحيط بطلاب الدراسات العليا في كندا، نظراً لصعوبة الحصول على قبولات أكاديمية، خصوصاً للطلاب الذين ليست لديهم معدلات مرتفعة جداً إلى جانب حصولهم على درجة عالية في اختبارات اللغة المعروفة مثل التوفل أو الايلس. واضطر عدد من المبتعثين إلى العودة للوطن بعد انقضاء ال 18 شهراً المخصصة للغة، وإيقاف الملحقية الثقافية الصرف عليهم، اثر عدم حصولهم على قبول أكاديمي صريح في برنامج دراسي، علماً أن نصيب كندا من الدفعتين الثالثة والرابعة في برنامج خادم الحرمين الشريفين تصل إلى حدود خمسة آلاف مبتعث ومبتعثة، يشكل طلاب الدراسات العليا النسبة الأكبر بينهم. ويتوقع أن يصل إلى كندا خلال الفترة المقبلة حدود ثلاثة آلاف طالبة وطالبة من ضمن الدفعة الخامسة من البرنامج التي تعد الأخيرة بحسب ما أعلن عنه منذ بدء برنامج خادم الحرمين الشريفين عام 2005. على صعيد آخر، يعاني مبتعثو مرحلة البكالوريوس في كندا من إنهاء مرحلة اللغة في المدة المحددة من الوزارة والبالغة 18 شهراً، إذ يطاولهم إيقاف الصرف عليهم ويضطر بعضهم للتكملة على حسابهم الخاص أو الرجوع إلى السعودية بحد أدنى من اللغة. ويصف معظم الطلاب طرق التدريس في معاهد الجامعات الكندية بالمعقدة والصعبة وأنها تستغرق فترة طويلة لتجاوز المستوى الواحد، إذا يصل بعض المستويات إلى فترة أربعة أشهر في بعض الجامعات، ما يجعل توافق هذه البرامج مع المدة المخصصة لمرحلة اللغة من الوزارة أمراً مستحيلاً، فيما يدخل الطلاب عنوة في مأزق إيقاف الصرف عليهم وربما انتهاء بعثتهم برمتها.