تطرأ تغيرات كثيرة على الثدي خلال حياة المرأة، لكن وجود ألم أو تغيير غير عادي يعتبر مسألة مزعجة عند معظم النساء، ولربما أدى ذلك إلى ظهور العديد من المشاعر المختلفة والخوف والقلق. الحقيقة أن آلام الثدي التي تسمى طبيا (ماستالجيا Mastalgia) حالة شائعة جدا، وتؤثر على معظم النساء في مرحلة ما من حياتهن، وإن كانت درجة الألم ونوعه ومكان وجوده يختلف بين امرأة وأخرى. وهناك أسباب عديدة لآلام الثدي، الكثير منها هرمونية وهي غالبا ما تكون مرافقة للدورة الشهرية نتيجة لزيادة مستوى هرمون الاستروجين مما يؤدي إلى تورم قنوات وغدد الحليب في الثدي وبالتالي إلى احتباس السوائل فيه. وتشعر النساء بهذه الآلام عند لمس الثدي في الأيام التي تسبق الدورة وقد يستمر ذلك خلالها، أي أنها تحصل كجزء من أعراض الدورة الشهرية الطبيعية، وليس لها علاقة بأي أمراض عضوية في الثدي أو أي اضطرابات غير طبيعية في الهرمونات. أماالأسباب الأخرى فتشمل ارتداء حمالة صدر ذات قياس غير صحيح أو حالات الضغط النفسي أو استهلاك كميات كبيرة من الكافيين (كالقهوة والشاي والكولا والشكولاتة ومشروبات الطاقة)، أيضا زيادة الوزن و تناول أدوية معينة كحبوب منع الحمل أو أدوية تخفيض الكوليستيرول. إن أكثر ما يبعث إلى القلق عند العديد من النساء بخصوص آلام الثدي هو أن يكون ذلك مؤشرا على وجود السرطان لكن الدراسات الطبية أثبتت أن الآلام غالبا ما تكون غير مرتبطة بالسرطان. في أغلب الأحيان تشعر النساء بالراحة حين تعلم أن الآم الثدي حالة شائعة وغير مضرة أو خطيرة. لكن الشعور بالقلق والاحباط يستمر أحيانا، خاصة عندما يتعذر على الأطباء معرفة أسباب الآلام أو لا يمكنهم تقديم حلول لتخفيف وطأتها. إن العيش مع الآلام من أي نوع مسألة بالغة الصعوبة، ولربما كان العيش مع آلام الثدي أشد صعوبة؛ لأن الناس لا يشعرون بالراحة في التحدث عن الثدي بشكل مفتوح. وللحديث بقية. (*) استشاري أمراض النساء والولادة ومتخصص في علاج سلس البول وجراحات التجميل النسائية. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 190 مسافة ثم الرسالة